وليد حسين

الثلاثاء ١١ تموز ٢٠٢٣ - 18:19

المصدر: المدن

لجنة “الرياضيات” صعّبت المسابقات وآل شمص حاصروا مركزاً

جرت العادة في الامتحانات السابقة لمرحلة ما بعد كورونا انتقاء اللجان الفاحصة مادة واحدة من كل مواد الامتحانات الرسمية، التي تضعها لجان مواد الامتحانات، تتسم بالصعوبة. أي يتم اختيار مسابقة واحدة فيها بعض الأسئلة المعقدة، تكون بمثابة كبش فداء. ينشغل بها الرأي العام وتعطي صورة غير حقيقية عن أن الامتحانات غير مسهلة. ويتم من خلال هذه المادة طمس حقيقة أن الامتحانات باتت شكلية وتجري بأقل من نصف المناهج، وهذا العام الدراسي وصلت إلى نحو ربعها.

حرف الأنظار عن شكلية الامتحانات
ويبدو من مسابقات اليوم الثاني من الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة، أن مادة كبش الفداء، كانت الرياضيات لفرع علوم الحياة، التي امتحن بها الطلاب يوم أمس الإثنين في العاشر من تموز. ففي اليوم الثاني للامتحانات الرسمية تبين أن جميع المسابقات كانت مسهلة على الطلاب لمراعاة عدم تعلم طلاب المدارس الرسمية. بينما يوم أمس كانت المسابقات مسهلة باستثناء مادة الرياضيات، التي كانت معقدة حتى على طلاب المدارس الخاصة. فلم تقتصر الشكوى منها على طلاب المدارس الرسمية الذين تعلموا بطريقة متفاوتة بين مدرسة رسمية وأخرى، بل حتى من طلاب المدارس الخاصة، الذين اعتبروا أن المدة المعطاة لحل المسابقة (ساعة ونصف الساعة) غير كافية. أما طلاب الرسمي فقد عانوا من فهم النص نظراً تراجع مستوى تعلم اللغات في السنوات السابقة.
مصادر تربوية متابعة لفتت إلى أن الهدف من اختيار مادة واحدة توضع فيها بعض الأسئلة الصعبة ولا تكون بمتناول كفايات ومهارات غالبية الطلاب، هو للقول إن الامتحانات الرسمية غير شكلية، كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، بل تتسم بالصرامة. فاختيار مادة كبش فداء يؤدي إلى انشغال الطلاب والرأي العام بمدى صعوبة هذه المادة ونسيان أن مواد الامتحانات كلها سهلة المنال ودون المستوى المطلوب لهذه المرحلة التعليمية في عمر الطلاب. لكن وقوع الخيار هذا العام على مادة الرياضيات كان قاسياً على الطلاب فرع علوم الحياة، لأنها مادة أساسية وعلامتها 40 على 40، أي يعتمدون عليها في رفع معدل النجاح. فيما كان يمكن اختيار مادة أخرى بعلامات أقل.

لجنة الرياضيات والتصحيح
مصادر في لجان المواد التي وضعت أسئلة الامتحانات، أكدت أن لجنة مادة الرياضيات جل أعضائها من أساتذة التعليم الخاص، ولم يأخذوا بالاعتبار عدم تعلم طلاب المدارس الرسمية، الذين اضطر أساتذتهم إلى تكثيف الدروس في فترة لم تتجاوز الشهر. وبعيداً من أن اللجنة الفاحصة اختارت مادة كبش الفداء من لجنة الرياضيات، ثمة علامات استفهام تطرح حول كيفية اختيار اللجان، وحشو أساتذة التعليم الخاص فيها، بما لا يراعي مصلحة القطاع الرسمي. إلا إذا كان البعض يعمل على مزيد من تدهور سمعة القطاع الرسمي لصالح القطاع الخاص، من خلال نتائج الامتحانات الرسمية.
ووفق المصادر التربوية، انشغل الرأي العام بصعوبة مادة الرياضات وسها عن أن الأساس في النتائج التي سيحصل عليها الطلاب هو “معايير التصحيح”. فالأخيرة توضع قبل بدء مرحلة تصحيح المسابقات وتحدد مصير العلامات النهائية التي سيحصل عليها الطلاب. وقد جرت العادة بتغيير ودوزنة معايير التصحيح، التي على المصححين الالتزام بها، وفق حاجة ورغبة وزارة التربية. ففي حال كانت الأسئلة سهلة يتم التشدد بمعايير التصحيح والعكس صحيح. والهدف هو تحديد نسبة النجاح على مستوى لبنان، وضبطها ضمن هوامش موضوعة مسبقاً.

الهروب إلى التاريخ
ميدانياً، في اليوم الثاني للامتحانات كان الرأي الغالب لأساتذة التعليم الرسمي والخاص أن مواد الفيزياء لفرع العلوم العامة، ومادة البيولوجيا لفرع علوم الحياة، ومادتي الاقتصاد والفلسفة والحضارات، لفرع الاقتصاد والاجتماع، ومادتي الفلسفة العربية والجغرافيا لفرع الإنسانيات، كانت سهلة وبمتناول جميع الطلاب. فقد أتت المسابقات من دون تعقيدات والنجاح فيها متاح ومضمون لغالبية الطلاب.
في منطقة البقاع تم ضبط حالات غش، وعلى أثرها حرم خمسة طلاب من التقدم للامتحانات لثلاث دورات متتالية، من ضمنهم طالبة كانت تستخدم الهاتف الخلوي في المرحاض. كما تم ضبط طالب من آل شمص في مركز ثانوية جودت رستم حيدر في دورس، من خلال غرفة العمليات في بيروت. فقد شوهد على الكاميرا بينما كان ينقل المسابقة، فجرى التواصل مع المركز وطرد الطالب من غرفة الامتحانات. وكان من تبعاتها تدخل أفراد مسلحين من آل شمص الذين طوقوا مركز الامتحانات. وتلقوا وعداً بأن لا يمنع ابنهم من إجراء الامتحانات يوم الخميس المقبل، تحت طائلة منع جميع الطلاب من إجراء الامتحانات، كما أكدت مصادر من المنطقة.
بما يتعلق بالمادة الاختيارية لفرعي علوم الحياة (17365 طالباً) والعلوم العامة (6746 طالباً)، الذين وصل عددهم إلى 24111 طالباً من أصل 44 ألفاً، فقد تبين أن الطلاب اختاروا مادة التاريخ نظراً لأنها تعتمد على الحفظ. بدا واضحاً أن الغالبية العظمى للطلاب هربت من مادة الجغرافيا التي تعتمد على التحليل واختاروا التاريخ وثم التربية الوطنية. وهذا ما هو متوقع للامتحانات المتبقية يوم الخميس المقبل، بما يتعلق بالمواد الاختيارية. فيوم الخميس سيمتحن طلاب فرعي علوم الحياة وعلوم عامة بمادتين هما الكيمياء واللغة أجنبية. أما فرع الاقتصاد والاجتماع (19003 طالب) فسيمتحن طلابه بثلاث مواد هي الرياضيات واللغة العربية ومادة اختيارية، وفرع الانسانيات (1558 طالب) بمادتين هما اللغة العربية ومادة اختيارية.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها