لكتلة الأوراق البيضاء

من لم يصدّق بعد، نعم فعلت الثورة فعلها، وفعل المستقيلون من النيابة فعلهم. النتيجة الأولى ١٣ نائباً تغييرياً من الوجوه الجديدة، والله لا يسامح من حرم الثورة من الكتلة الأكبر في مجلس النواب بتعدد اللوائح في أكثر من دائرة انتخابية. النتيجة الثانية عودة النواب المستقيلين ليؤمّنوا للفئة الاولى خبرة في العمل البرلماني، وتحالفاً طبيعياً في خدمة رب عمل واحد لبناء الدولة. النتيجة الثالثة تحويل انتخابات رئاسة المجلس من شربة ماء عذب اعتاد عليها مدير متحف ساحة النجمة الى تمرين ذهني صعب في السياسةَ والحساب. لأول مرة في تاريخه البرلماني الطويل، يضطر الرئيس بري الى إجراء اتصالات بعدما كان يتلقاها، ويختار منها، ويتغنج بشأنها. لأول مرة يلهث وراء الصوت، ليس خوفاً من النتيجة، هو حكماً رئيس المجلس، لكن بحثاً عن حاصل يريده ثميناً لا هزيلاً، وازناً لا خفيفاً. لأول مرة في تاريخ البرلمان، سيكون نبيه بري ينافس الأوراق البيضاء وستكون هذه كتلة ناخبة لها وزنها السياسي، وصداها الانتخابي.
أما نيابة الرئاسة، فمسألة أخرى. لا علاقة لها برفض جبران باسيل، الرئيس في التيار وفي التكتل، أن يحظى الياس بوصعب بلقب دولة الرئيس، فيصبح نائب في كتلته أعلى لقباً من سعادته ومعاليه.
برّي، رئيس السنّ، الداعي إلى الجلسة، لن يتغيّر عليه ميشال المر، فبدلاً من رئيس السن الجدّ، صار ميشال المر الحفيد، النائب الأصغر سناً. لكن سيتغيّر عليه كثيراً وجود فراس حمدان، من ثائر أصابته شرطة المجلس بشظية في قلبه، الى نائب في البرلمان ستؤدي له شرطة المجلس التحية مرتين على الأقل كل يوم عمل، دخولاً وخروجاً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها