جورج يزبك

الأثنين ٢٠ تموز ٢٠٢٠ - 07:25

المصدر: صوت لبنان

لكل هذه الأسباب، الراعي على حق

 اول من اقترحه كان حزب الكتائب في مؤتمره العاشر عام ١٩٦٧، وتلقف الاقتراح الرئيس شارل حلو خلال ولايته الرئاسية، فطرح الحياد على الطريقة النمساوية.

ماذا يعني الحياد النمساوي المعلن منذ العام ١٩٥٥؟ هو حياد تضمن بموجبه قوات الحلفاء استقلال النمسا ووحدة اراضيها وتفرض احترام هذا النظام على المانيا وفق نص المواد ٢ و ٣ و ٤ من معاهدة الدولة Traité d’État وإنفاذاً لاستقلالية النمسا المستدامة عن الخارج، تعهدت النمسا بأربعة أمور: عدم البدء باعلان أي حرب، عدم الانضمام الى احلاف عسكرية وعدم السماح باقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، مع انشاء جيش قادر على حماية البلاد.

الشبه كبير بين لبنان والنمسا. أولاً. الانشلوس أو ضمّ النمسا الى ألمانيا لتشكل ألمانيا الكبرى في العام ١٩٣٨، يقابله في لبنان الحنين الى الانضمام الى الجمهورية العربية المتحدة في العام ١٩٥٨، واتفاق القاهرة في ال٦٩، والفلسطينيون جيش السنّة في لبنان في ال٧٥، ووحدة المسار والمصير بين لبنان وسوريا، وشعب واحد في دولتين، ومعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق، وحتى سوريا الكبرى في الفكر السياسي لبعض الجماعات، وولاية الفقيه، وحروب حزب الله خارج لبنان بعد معارك نوعية أمنية وسياسية في الداخل… ثانياً. النمسا الدولة بجغرافية حساسة لوجودها خلال الحرب الباردة بين دول تنتمي الى حلف شمال الاطلسي ودول أعضاء في حلف وارسو. أو ليس لبنان يعيش حرباً باردة في محيطه، إن لم يكن حرباً ساخنة وحارة؟

أو ليس لبنان حساساً بحغرافيته حيث اسرائيل في جنوبه، وسوريا على حدوده الشرقية والشمالية، وحيث النزاع بين مكوناته الداخلية على إدخاله محاور دولية واقليمية كان آخرها اعلان حزب الله سوق لبنان شرقاً، الى ايران اذا أمكن، والا الى الصين أذا تعذر الاحتمال الأول، وفي أسوأ حسابات الحزب الى روسيا. لكل هذه الأسباب، البطريرك الراعي على حق.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها