فرنسوا ضاهر

الأربعاء ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 08:18

المصدر: صوت لبنان

لماذا تحييد لبنان عن حرب غزة ؟

إن يشترك لبنان بحرب غزة دعماً لفلسطينيي القطاع، مفاده أنه ينضوي تحت الخيارات السياسية التي تعتمدها الفصائل الفلسطينية المتشدّدة (حماس والجهاد الاسلامي وكتائب القسّام) الموالية والمؤتَمرة من الدولة الإسلامية في إيران، والمموّلة من دولة قطر، لحلّ قضيتهم.

تلك الخيارات التي تتعارض مع تلك التي تعتمدها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لمعالجة القضية الفلسطينية برمتها. والتي تتعارض أيضاً مع المسار الذي تعتمده الدول العربية بشبه إجماعها لحلّ تلك القضية.

وإن إنقسام اللبنانيين حول المشروعين المتعارضين اللذين يتنازعان حلّ القضية الفلسطينية هو محور الخلاف الداخلي بين الفريق الممانع الذي يأتَمِر بالدولة الإسلامية في ايران، والفريق السياديّ الذي ينادي بحياد لبنان وعدم إقحامه في الصراع الفلسطيني الداخلي.

سيما وأن خيارات الفريق الممانع لمقاربة القضية الفلسطينية قد إقتضت السير بحروب عبثية (لاإنسانية دامية وتدميرية) متكرّرة ولا متناهية (2006 لبنان، 2008 – 2009 و2014 و2018 – 2019 و2022 و2023 غزة) أثبت عجزها عن إسترداد شبر واحد من أرض فلسطين من العدو الصهيوني، وإستحالة إزالة دولة إسرائيل عن الخارطة الكونية.

من هنا، يقتضي تحييد لبنان عن الصراع الفلسطيني الداخلي في كيفية مناهضته للعدو الإسرائيلي لاسترداد حقوقه المشروعة منه. وإنه من هذه الزاوية يحظَّر على اللبنانيين تحت أي إعتبار السير بخيار حرب عبثية جديدة على أراضيه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها