لو لم يكن كذلك…

لبنان وطن متعدد الشعوب ودولة متعددة الجنسيات. كان الرئيس الياس سركيس يقول: في لبنان عدد قليل من اللبنانيين والأكثرية الساحقة هم مسيحيون أو مسلمون. ولو لم يكن كذلك لما لقي ياسر عرفات شعباً لبنانياً يسلمّه القيادتين العسكرية والسياسية ضد لبنانيين، ويسلس لقيادته، وقبله عبد الناصر وبعده حافظ الاسد، والآن الخامنئي.
ولو لم يكن كذلك لما اختلف ميشال عون وسعد الحريري على وزير بالزايد أو بالناقص طالما كلنا لبنانيون.
ولو لم يكن كذلك لما اهتمت الدول الخارجية saبنوعية الحكومة اللبنانية وتقسيماتها الحصصية وكأن لكل جهة مدير مبيعات ومدير ماركتنغ يسوّق العلامة التجارية لهذه الدولة أو تلك.
ولو لم يكن كذلك لما عقدت مؤتمرات ورُكبّت تسويات في الخارج، وآخرها الطائف والدوحة.
ولو لم يكن كذلك، لما دخلت وتدخلت سوريا واسرائيل وايران في هذه البقعة الصغيرة من العالم.
ولم لم يكن كذلك لما وجد في لبنان حزب سوري قومي وحزب بعث سوري وبعث عراقي. وكما كان حزب شيوعي سوفياتي، ما الذي يمنع غداً من قيام حزب شيوعي صيني؟
هذه أهمية اعلان الحياد ووقف استعمال لبنان كبيانو يعزف عليه من يريد اللحن الذي يريد، هذا البيانو اللبناني الممكن العزف عليه كل الألحان في وقت اللحن اللبناني الواحد غير موجود، والا غير مسموع.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها