سمير سكاف

الأثنين ١٨ أيلول ٢٠٢٣ - 08:39

المصدر: صوت لبنان

مأساة درنة لم تنتهِ فصولها بعد! فمخاطر التلوث المختلفة، وخاصة تلوث المياه فيها جدية جداً.

من اختلاط مياه الصرف الصحي في مياه الشرب والمياه المنزلية والبلدية نتيجة تحطم وتكسر شبكات الصرف الصحي، الى تلوث المياه بالملوثات الصناعية والخطرة والكيمائية، الى تحلل جثث الضحايا وجيف الحيوانات، الى انتشار النفايات… كلها تؤدي الى تلوث كافة أنواع المياه في درنة مع ما قد تتسبب به من مخاطر مثل التسمم وحالات الاسهال، واحتمال انتشار التفوئيد والكوليرا وغيرها. فتلوث مياه الشرب قد يكون مميتاً. كما قد يصيب من يشربها بالعقم، أو بالالتهابات الجلدية نتيجة الاغتسال بها… كما إن تلوث المياه قد يمنع الاغتسال الجيد من جهة، كما قد يؤدي الى تلوث الأطعمة وبالتالي الى أذية صحة الناس في حال غسلها أو في حال استعمال المياه الملوثة في ري الخضار والمزروعات!

درنة تحتاج الى عملية تطهير كاملة والى تفريغها من أهلها لفترة طويلة لإعادة بنيانها ولترميم شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي وإبعاد كل مسببات التلوث عن المياه. وإلا فإن المأساة ستستمر بأوجه مختلفة! وجزء كبير من هذه المأساة يبقى الانقسام السياسي للبلاد، الذي يمنع من وحدة المواجهة ووحدة الحلول!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها