play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ٢٩ كانون الثاني ٢٠٢٤ - 09:57

المصدر: صوت لبنان

ماذا خلف حملة تخوين وهدر دم المعارضين؟

غريب صمت القيادة الحزبللاوية على حملات التخوين المسعورة التي تشنها حشودهم الممانعين ضد كل من يناهض سياسات محورهم!
فإذا لم تكن هذه الحملات تمهيدا، لسلسة اغتيالات جديدة، وآخرها لقمان سليم، فليسمعونا فتاويهم بتحريم هذا السلوك الذي لا يصب في خانة المصلحة الوطنية، التي تهمهم الآن على ما علمنا من نصرالله!
فبعد ان أثارت، مقابلة اجراها رئيس الكتائب سامي الجميل في برنامج تلفزيوني فرنسي، بحضور صحافية إسرائيلية، حملة هستيرية وصلت الى حد هدر دمه، وتخوينه، استعادوا تخوين فارس سعيد، وقبلهما العديد من الصحافيين والشخصيات المعارضة.
فهل تكون هذه الحملات والتهديد بالقتل لشد العصب وللتغطية على صمتهم الغريب عن العمالة والتجسس والخيانات اليومية التي تحصل في بيئتهم؟ وتتسبب بمقتل شبابهم وقياداتهم كصيد يومي سهل لإسرائيل.
أم انها للتغطية على صمت النظام السوري وعدم الرد على اسرائيل، الواقعة على مرمى حجر منه؟
أم إيران، التي تخاف من الرد على إسرائيل، ولو لزعم مساندة حماس، فتقوم بالهجوم على من تستضعفهم، كالعراق وسوريا وأخيرا باكستان. فهدفها الأبعد بث الرسائل لأميركا للتفاوض وليس مقاتلة إسرائيل.
ذكرتني قضية تخوين الجميل بعد المقابلة، بتخوين الكاتب اللبناني الفرنسي، أمين معلوف في العام 2016، اثر مقابلة له مع تلفزيون إسرائيلي، بمناسبة صدور كتابه “كرسي على السين”؛ الذي يعرض فيه طبائع من سبقوه على المقعد رقم 29 للأكاديمية الفرنسية، أمثال مونتسكيو وكورني وأرنست رينان وكلود ليفي ستراوس.
حينها انطلقت بعض ابواق «الممانعة»، بحملة تهجّم وشتائم وتخوين شرسة، على أمين معلوف، لأنه «تجرأ» وأجرى حوارا ضمن برنامج ثقافي على احدى القنوات الإسرائيلية. اعتبروا ذلك «تطبيعاً مع العدو الصهيوني». واتهموه بالعمالة لإسرائيل.
إنها تهمة عمالة الشاشات المضحكة المبكية، مقابل تغطية عمالة التجسس القاتلة.
فليسمحوا لنا بالسؤال: ما هي العمالة؟ وكيف نعرّفها؟
هل ان اتخاذ موقف علني معارض خيانة؟ أم ان مجرد إدارة حوار او نقاش او وقوف الى جانب شخص إسرائيلي هو عمالة؟
ماذا نسمي إذن حصار الممانعة للمخيمات وقتال الفلسطينيين في الثمانينيات؟ او قتلهم وتهجيرهم في مخيم اليرموك، من قبل النظام السوري؟ اليس تجسيداً للعمالة والتخوين؟
وبالمناسبة ماذا نسمي التعامل مع المبعوث الأميركي، اليهودي – الإسرائيلي، هوكشتاين، الذي ينتظرون قدومه بفارغ الصبر، لاستكمال ترسيم الحدود البرية؟
اما حرب المساندة التي افتتحها حزب الله، غصباً عن اكثر من نصف الشعب اللبناني؛ المتعاطف مع غزة، لكن غير المؤيد لخراب لبنان، أو للتسبب بعشرات آلاف الضحايا وتهجير السكان وهدم منازلهم، في زمن انهيار الدولة وافقار الشعب وغياب أي من مقومات الصمود. فيطالبنا البعض بشكره لأنه يداري المصلحة اللبنانية فلا يجعلها حرباً مفتوحة.
أخيراً انتبه الحزب ان هناك مصلحة لبنانية أيضاً، وليس إيرانية فقط؟
أما زعم ان لبنان قد يحصل، جراء تدخله في حرب غزة على إيجابية جانبية، كترسيم الحدود البرية واستعادة مزارع شبعا؛ فعلى حد علمنا لم يحتج ترسم الحدود البرية حرب غزة، بل فقط مقايضة حقل كاريش.
اما التطبيع والاعتراف بإسرائيل فلقد حصلا عند توقيع المعاهدة الموثقة في الأمم المتحدة.
فيا جيوش الممانعة لا يحق لكم ان تدينوا وتخونوا سامي الجميل او فارس سعيد او امين معلوف او غيرهم، لأنكم تفتقدون الأخلاقيات والقيم والاستقامة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها