play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٩ آب ٢٠٢٣ - 08:21

المصدر: صوت لبنان

ماكرون الصادم

اختار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اللقاء السنوي مع سفراء فرنسا في العالم ليرسم خارطة طريقة للدبلوماسية الفرنسية ازاء الازمات الكبرى قي العالم وصولاً الى بناء استقلالية جيوسياسية مقابل الduopole الاميركي الصيني، لا يريد فرنسا تابعة ولا يريد فرنسا منحازة مستخدماً عبارتي ni alignée ni vassalisée
ماذا يعني كلام ماكرون اللبناني؟
اولاً ان يصمم ماكرون على إدخال لبنان في صلب خطابه فهذا يعني ان أزمة لبنان السياسية لا تقل شأناً وخطورة عن أزمات العالم الأخرى: اوكرانيا التي يهددها جارها الأقرب والاقوى، روسيا، الى النيجر المخطوفة من الداخل على يد الفريق المسلح الاقوى.
ثانياً كلام ماكرون جاء في لحظة دولية تتصدرها فرنسا سواء على صعيد حل الازمة الرئاسية ودور فرنسا المتقدم ضمن اللقاء الخماسي، او على صعيد الاشتباك الحاصل في معرض التجديد لقوات اليونيفيل، وليس صدفة ان يكون مشروع قرار مجلس الامن كتب بالقلم الفرنسي مشدداً على سيادة اليونيفيل في البقعة المتواجدة فيها، ما حمل حزب الله على الاعتراض متخذاً من الجيش متراساً متقدماً لجهة وجوبية التنسيق معه في اي حركة لليونيفيل، والا سيكون الاهالي بالمرصاد، في نبش لحادثة العاقبية.
ثالثاً والاهم شكل كلام ماكرون حول دعوة ايران الى ايضاح سياساتها في الاقليم صك ادانة لطهران بالعمل على زعزعة استقرار المنطقة بما فيها لبنان الى حين اثبات العكس، وليس كما كان الموقف الفرنسي السابق: ايران بريئة حتى اثبات العكس.
ثالثاً اخرج ماكرون الدور الملتبس لبلاده في ازمة لبنان الرئاسية وما قاله يؤكد ان فرنسا منذ اللقاء الخماسي في الدوحة لم تعد عازفاً منفرداً بل ضمن المجموعة العربية الدولية. ماكرون تحدث في البعد اللبناني من خطابه باسم دول اللقاء الخماسي.
السؤال: هل تنقلب المواقف في لبنان، حزب الله من مرحب الى معارض لجولة لودريان، والمعارضة من متحفظة على السؤالين الفرنسيين الى مرحب ومجيب؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها