play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الأربعاء ٤ كانون الثاني ٢٠٢٣ - 08:11

المصدر: صوت لبنان

ما الجديد الرئاسي الذي قدّمه نصرالله؟

في اطلالته أمس، تراجع الامين العام لح-ز-ب ا-ل-ل-ه السيد حسن نصرالله خطوة الى الوراء من رئيس يحمي المقاومة الى رئيس لا يطعن المقاومة في الظهر ولا يتآمر عليها. في الحالة الاولى، كان نصرالله يريد رئيساً للمقاومة، رئيساً ترشحه المقاومة، رئيساً صنع في معقل المقاومة، وفي الحالة الثانية يقبل برئيس غير خصم، رئيس شريك الجميع.
عملياً ما الجديد الرئاسي الذي قدّمه نصرالله؟
اولاً تراجع السيد عن التبني المستتر لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهذه دعوة للفريق الآخر بأن يتراجع عن ترشيح النائب ميشال معوض. كلام نصرالله يتزاوج مع اثنين: مع دعوة رئيس المجلس نبيه بري الى الحوار كمعبر الزامي لانتخاب الرئيس. وهنا يجب ان ننتظر انعقاد جلسات حوار بشكل أو بآخر، ومع الكلام الاخير لرئيس القوات سمير جعجع الذي وكأنه تنازل ايضاً عن ترشيح معوض من خلال اشارته الى حوار قائم بين مختلف الكتل النيابيّة كمخرج إصلاحي وسيادي لانتخابات رئاسة الجمهوريّة.
ثانياً كأن السيد نصرالله قال أمس سموا أنتم الرئيس واتركوا لي الموافقة او الاعتراض، وفي هذا اشارة غير سلبية للأسماء المتداولة من قائد الجيش الى سلة الأسماء المدنية.
ثالثاً حاول السيد نصرالله “لبننة” الانتخاب الرئاسي من خلال دعوته الى عدم انتظار الحوار السعودي الايراني، ولو انه برأ طهران من التدخل في الشأن اللبناني، واتهم الرياض بأن أولويتها اليمن لا لبنان.
رابعاً مقابل اللبننة في حديث نصرالله، يظهر التدويل أيضاً لأن القياسات الجديدة التي أعطاها تعوّم المبادرة الفرنسية بمن وما تمثل دولياً وتحديداً الأميركي.
السؤال، تراجع ح-ز-ب ا-ل-ل-ه هل هو نوعي أم تكتي؟ ظرفي أم استراتيجي؟
الواضح انه امتداد للواقعية السياسية التي مارسها حزب الله في عملية ترسيم الحدود البحرية كي لا نقول ان التراجع هو ثمن آخر من فاتورة الترسيم والحصة التجارية والربحية المحفوظة للحزب، وكي لا نصل الى القول إن المأزومية السياسية حولت الحزب من دور محتكر الصناعة الرئاسية وفق معادلة ” إما ميشال عون او لا رئيس” عام ٢٠١٤، الى دور الشريك وفق معادلة رئيس مقبول عام ٢٠٢٣.
في الخلاصة، هل بدأ العد التنازلي لانتخاب رئيس للجمهورية؟ ربما.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها