play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢١ كانون الأول ٢٠٢١ - 10:51

المصدر: صوت لبنان

ما الفرق؟

ما الفرق بين حاملي الجنسية اللبنانية وبين مكتومي القيد، وبين اللبنانيين واللاجئين في لبنان، وبين اللبنانيين والنازحين الى لبنان، وبين اللبنانيين وراكبي القوارب المهاجرين غير الشرعيين من لبنان؟ حقيقةً لاشيء. فاللبناني اليوم مكتوم القيد، لأن لا لبنان بين الدول العربية ودول العالم. واللبناني اليوم لاجىء في بلاده ونازح الى دول العالم. العلم باق، الأرزة خالدة، الأرض مقدسة، الشعب عظيم، لكن الدولة ذهبت، وقد تعود وقد لا تعود.
الفرق بين هؤلاء وأولئك أن احتلال الدولة وانحلال الدولة في لبنان هو من صنع اللبنانيين. فالمحتل اليوم هو رئيس جمهورية قَبِلَ بالفراغ سنتين وأكثر ليُنتخب. وقَبِلَ بالامتناع تعطيل سلطته لأن فريقاً واحداً من اللبنانيين عطل ويعطل مجلس الوزراء. والمحتل اليوم هو رئيس مجلس النواب، الشريك المضارب في تعطيل عمل سلطة حكومية يُفترض به أن يراقبها ويسائلها. فلا هو سمح لها بالعمل، ولا هي قررت أن تعمل بحكم الدستور، رضي الرئيس بري أو لم يرض. والمحتل اليوم هو رئيس الحكومة الذي جيء به للتحرير، لا للتسفير. فتحولت حكومته مكتب سفريات ووسم تأشيرات، وبمراجعة الأرقام، يتبين أن عدد اللبنانيين طالبي الهجرة زاد بعد تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي بدل أن يحرر، يكرر كلاماً لا يبني دولة.
والمحتل اليوم هو رياض سلامة، شاغل ومشغّل ومنشغل بمصرف لبنان، وماسح الأرض بليرة لبنان منذ أكثر من ربع قرن، ومركبّ قرون للمودعين، صغاراً وكباراً، ولا يزال متنعماً بأريكة مريحة وبأريحية تتفتّق يومياً عن تعاميم لا تشبع ولا تسمن ولا تعيد الأموال لأصحابها.
اذا جمعنا ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي ورياض سلامة وحلفاءهم في الأحزاب والتيارات والمصارف، يكون الحاصل إفلاس بلد وبهدلة شعب. عسى أن يكون واحد وواحد يساويان اثنين في الانتخابات المقبلة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها