جورج أعرج

السبت ١٣ نيسان ٢٠٢٤ - 08:25

المصدر: صوت لبنان

ما بين نيسان و نيسان

 

اتت اتفاقية القاهرة في اواخر الستينيات من القرن الماضي لتشرّع العمل الفدائي للفلسطينيين انطلاقاً من الأراضي اللبنانية
في ١٣ نيسان من العام ١٩٧٥ انطلقت الحرب من منطقة عين الرمانة فتحالف اليسار مع الفلسطينيين ضد اليمين المسيحي و في اول اجتماع للمجلس النيابي بعد حادثة عين الرمانة طرح اليسار جوهر المشكلة بحسب تقديره و هو المطالبة باصلاحات بالنظام اللبناني و المقصود هو ان يتمثّل المسلمون بالمجلس النيابي بنفس عدد المسيحيين،
يومها وافق المسيحيون على الاصلاحات بشرط ان يستتب الامن قبل ذلك فأتى الرفض و أصبحت المشكلة هي بالاسبقية بين الامن و الاصلاحات ،
استمرّت الحرب لسنين طويلة و تحولت من حرب بين اليمين من جهة و اليسار و حلفائه الفلسطينيين من جهة اخرى الى حروب تارة بين اليمين و اليمين و طوراً بين اليسار و اليسار و بين اليمين و السوري و بين اليسار و الفلسطيني حيث اختلط الحابل بالنابل الى ان اتى اتفاق الطائف في اواخر الثمانينيات ليضع حدّاً للحرب و جعل المناصفة بين المسيحيين و المسلمين وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية و انيطت هذه الصلاحيات بمجلس الوزراء مجتمعاً
بعد فرض اتفاق الطائف في ١٣ تشرين الاول من العام ١٩٩٠ استلم النظام السوري الملف اللبناني فبدل ترسيخ المناصفة الفعلية عمل على اقصاء القوى المسيحية المناهضة للنظام السوري و هذه القوى تمثّل الاكثرية الساحقة من الرأي العام المسيحي فكل من رضي عنه النظام السوري دخل في الحكم .
في العام ٢٠٠٥ جاء اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري كصفعة مدويّة للطائفة السنية فتحالف المسلمون السنّة مع معظم القوى المسيحية و الدروز من أجل إخراج النظام السوري من لبنان
خرج السوري و مع خروجه عادت القوى المسيحية تسعى لتمارس عملها الديمقراطي لكن بعد خمس عشرة سنة من خروج السوري، ما زال الوضع على حاله، محاولات لاقصاء المسيحيين عن مراكز القرار ، وتعطيل مؤسسات الدولة ، ومنع انتخابات رئاسة الجمهورية وتخبط وتناحر وخلافات وحروب ، وهجرة وتهجير،ونأمل ألا يكون الاتي أسوأ.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها