جورج يزبك
المصدر: صوت لبنان
ما لا يُمَسّ
وما أدراك ما حاشية رئيس الجمهورية! يقول الرئيس صائب سلام في مذكراته «إن الرئيس بشارة الخوري نفسه بقي شخصياً في رأيي نظيف الكف، عفيف النفس، إلا أن تصرفات أفراد عائلته، زوجته وابنه خليل وشقيقه فؤاد، ومرافقه منصور لحود، بالإضافة إلى تصرفات شقيقه سليم السياسية، أساءت إليه كثيراً وشوهت سمعته».
وما أدراك ما تعني عبارة المسّ بما لا يمسّ، وهو التعبير الذي كانت تستخدمه صحف زمن الاستقلال للإشارة الى مقام رئاسة الجمهورية والى شخص الرئيس. هكذا أوعز السلطان سليم شقيق رئيس الجمهورية بشارة الخوري الى مدير الشرطة ناصر رعد باقتياد صاحب “دار الصيّاد” سعيد فريحة ومحمد النقاش كاتب المقال الذي اعتبره السلطان مسيئاً للرئيس الى المخفر، فاستجوب الأول وسجن الثاني. ولما بلغ الأمر رياض الصلح، استاء شديد الاستياء لسببين: لتوقيف صحافي، ولتنفيذ مدير الشرطة أوامر السلطان سليم الذي لم تكن له أي مسؤولية حكومية أو ادارية، بل كان فقط صاحب نفوذ واسع مستمد من كونه شقيق رئيس الجمهورية. أمر رئيس الحكومة، وكان أيضاً وزيراً للداخلية، مدير الشرطة بإخلاء سبيل الصحافي فرفض. ولم يستطع عزله أو احالته على المجلس التأديبي لوجوب صدور مرسوم بذلك، وخشي ألا يوقع رئيس الجمهورية المرسوم، فارتأى إعطاءه إجازة إجبارية تمكنّ خلالها رياض الصلح من اطلاق سراح محمد النقاش.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها