play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الأربعاء ٢٤ آب ٢٠٢٢ - 08:31

المصدر: صوت لبنان

مجلس الأمن الدولي بين المقاعد الخمسة الدائمة العضوية والمقعد السادس

ليس كل ما يلمع ذهباً وليست الأحوال كلها وردية حتى بين الدول الحليفة والصديقة. واذا كانت حرب روسيا على أوكرانيا وحدّت أكثر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على قاعدة أن الخطر واحد، الا أن الملفات النزاعية تبقى قائمة الى أن تأتي لحظتها المناسبة. أحد هذه الملفات طموح ألمانيا في أن تشغل مقعداً بين الدول الأعضاء الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن فتصبح ست دول، نظراً لدور ألمانيا وحجمها السياسي والاقتصادي راهناً، ولوجوب طي صفحة الحرب العالمية الثانية ومسبباتها ونتائجها. يشار الى ان ألمانيا وفرنسا بشخص أنغلا مركل وايمانويل ماكرون وقعا في الثاني والعشرين من كانون الثاني من العام ٢٠١٩ وثيقة Aix-La-Chapelle التي تنص على العمل المشترك بين الدولتين لتعديل ميثاق الأمم المتحدة بما يلحظ مقعداً دائماً لألمانيا في مجلس الأمن.

ماكرون…

“أوروبا قلقة من التغييرات الدولية التي تتجاوز حجم الاوطان: المناخ، الرقمية، الارهاب، الهجرة… على ألمانيا وفرنسا تحمل مسؤولياتهما واثبات كيف أن الدول الراشدة التي تعيش بسلام وتهتم بمستقبل شعوبها، تكسب من خلال التقارب الذي يجعل منها دولاً أكثر قوة واستقلالاً. ان التهديد لم يعد يأتي من الجوار، بل من خارج أوروبا ومن داخل مجتمعاتنا”.

ليست وثيقة Aix-la-Chapelleالاولى، وليس اختيار هذا التاريخ كان صدفة، بل جاء عمداً لتخليد اتفاق سابق في ذات التاريخ من العام ١٩٦٣ وقعّه حينها الجنرال شارل ديغول والمستشار كونراد اديناور. هو اتفاق الاليزيه الذي يكرس التعاون الفرنسي الالماني في قضايا الدفاع والتربية والعلاقات الدولية.

مارين لوبن شنّت في حينه حملة شعواء على وثيقةAix-la-Chapelle واتهمت ماكرون بالخيانة وبوضع الألساز واللورين تحت الوصاية الالمانية وبالتخلي عن السيادة الفرنسية:

لوبن….

“ان هذه الوثيقة تلحظ تنظيم تقاربات الزامية مع المانيا وبالاخص خسارة في السيادة في قضايا الدفاع والسياسة الخارجية. والأخطر، أن هذه الاجراءات تعني أن المسؤولين لم يعد يؤمنون بفرنسا ويطرحونها للبيع بالقطعة. والوثيقة تعني فرض اللغتين، الالمانية الى جانب الفرنسية في المدارس أو الادارة، هذه الوثيقة تشكل تدخلاً سافراً في السيادة الاقليمية لفرنسا مناقضة للدستور. ان ايمانويل ماكرون يريد اقتسام مقعد فرنسا الدائم في الامم المتحدة مع المانيا، ما يعني ان فرنسا لن تنطق بعد اليوم في العالم باسمها، بشكل مستقل بل بشكل تسووي. ان ايمانويل ماكرون يرتكب الخيانة”.

ونحت ألمانيا في خلال ولاية المستشارة أنغيلا مركل الى تسويق مقترح يقضي بأن يتحول المقعد الذي تشغله فرنسا الى مقعد للاتحاد الأوروبي، وجرى تطوير الطرح بالعمل على إرساء تفاهم اوروبي على أن يكون رئيس بعثة الاتحاد الى مجلس الأمن برئاسة فرنسي، الأمر الذي لم يرق لفرنسا التي أدارت الأذن الطرشاء. واكتفى سفير فرنسا في واشنطن بالتعليق في تغريدة كاتباً: قانونياً هذا غير ممكن لمخالفته ميثاق الأمم المتحدة ولاستحالة تعديله لاعتبارات سياسية دولية.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها