play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ١١ أيار ٢٠٢١ - 07:41

المصدر: صوت لبنان

محنّطون ومجنّطون

نحن كلبنانيين لسنا مستعدين لأن نتلقى توبيخاً وتأنيباً وقصاصاً وعقوبة من وزير خارجية فرنسا، تماماً كما لا نطلب شهادة حسن سلوك وحسن سيرة.
ونحن كلبنانيين لسنا مستعدين أن ندّفع البلد فاتورة خلاف شخصي بين ولي العهد والرئيس سعد الحريري، وبإمكانكم إذا شئتم التوسع في هوية ولي العهد من لبنان الى السعودية. وبأي حق نحن اللبنانيين ندفع من كرامتنا عن أخطاء ارتكبها أهل السلطة وحلفاؤهم وخلفاؤهم في السر والعلن. هؤلاء تعودوا على الوصاية، اعتادوا على مضغ القات المسببة للخمول وانعدام النشاط، واستعادوا وصفة “نحن نفكر عنكم”، “نحن نؤلف عنكم حكومتكم”، “نحن نقرر عنكم”.
لو كنت ميشال عون لما سمحت للوزير الفرنسي أن ينهي الاجتماع ساعة هو يريد وأن يحدد هو جدول المناقشات. ولو كنت نبيه بري لرفضت استقباله لما قاله في تغريداته قبل أن يصل، ولما سيقوله بعدما وصل الى بلاده. ولو كنت سعد الحريري الذي استُقبل في الاليزيه، لرفضت الانتقال الى قصر الصنوبر خاصة بعد كل هذه الشرشحة وهذا التبصير، يلتقي الحريري أو لا يلتقيه. لو كنت أحد هؤلاء لفعلت، شاء لودريان أم استاء. لكن هذا شأن المرتكبين أو القاصرين، أو المقصرّين. يريدون السترة. عادة عندما يقرر ضيف كبير زيارة بلد مغلوب على أمره، يفرش له السجاد الأحمر وتعمل الدوائر على اطالة أمد الزيارة لاستثمار وجوده الى الحد الأقصى. لكن في لبنان يصابون بفالج ويعدون الثواني لوداع الزائر الثقيل. وكأنه حمل ونزل عن ظهرهم. نعم، وزير خارجية فرنسا كان مرتاحاً جداً على رئيس جمهورية ورئيس مجلس ورئيس مكلف متحدين وبالجملة، فكيف بهم بالمفرق. بطّل في، في هذه الجمهورية سوى محنطيّن ومجنّطين.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها