play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات )

جورج يزبك

الخميس ١٠ آب ٢٠٢٣ - 08:33

المصدر: صوت لبنان

مخايل الضاهر

الأحد في ١٨ أيلول ١٩٨٨ وصل ريتشاد مورفي الى بكفيا وعقد محادثات مع الرئيس أمين الجميّل أطلعه فيها على محادثاته الصعبة في دمشق التي استغرقت ١٦ ساعة على مدى ثلاثة أيام مع وزير الخارجية فاروق الشرع ونائب الرئيس عبد الحليم خدام والرئيس السوري حافظ الأسد. اللغة واحدة والاسم وحيد: سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. في ختام المحادثات أفصح السوريون عن اسم يمكن أن يقبلوا به: مخايل الضاهر.
قاطع الجميّل ضيفه محذراً من أن الضاهر كان من النواب القلة الذين أيدوا الاتفاق الثلاثي. لا شيء شخصياً ضده، لكن لا أريد رئيساً يكون رهينة بين يدي الأسد أو عرفات أو إسرائيل.
ردّ مورفي: لا أعتقد أن انتخاب الضاهر هو تخل عن السيادة، الرجل عارض دخول الجيش السوري عام ١٩٧٦، وأيدّ اتفاق ١٧ أيار.
ردّ الجميّل: أفهم أنك عدت من دمشق وتحمل معك اسماً واحداً؟ هل أفهم منك أن المعادلة صارت “إما مخايل الضاهر أو الفوضى”؟ المشكلة ليست في الشخص بل في الهيمنة السورية عليه، والحكومات ستؤلفها دمشق من حلفائها.
ردّ مورفي: اذا لم تحصل الانتخابات هذا الأسبوع، فالأمور ستأخذ عندها منحىً تقسيمياً بدءاً من وجود حكومتين.
دعت السيدة جنفياف الجميّل الضيوف الى الغداء بعدما اقترب موعده، وسمعت طرف الحديث، ولم تتمالك زوجة بيار الجميّل نفسها وسألت مورفي بتهذيب: سيد مورفي، هل يقبل شعبكم بأن يفرض عليه رئيسه من الخارج؟
فوجئ مورفي بالكلام من دون أن يعلّق، وهمّ مغادراً لموعد مع البطريرك الماروني.
غداً، صفير عون وجعجع

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها