سامي خليفة

الأحد ٩ تموز ٢٠٢٣ - 15:01

المصدر: المدن

مركز أميركي: “الحزب” يخطط لإشعال حرب داخل إسرائيل

مع انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، سلط مركز “المجلس الأطلسي” للبحوث والدراسات الأميركي، الضوء على القلق الإسرائيلي من تأسيس حح ز ب ا ل ل ه لجبهةٍ جديدة خلف الخطوط الإسرائيلية، داخل الحدود الرسمية للدولة العبرية والضفة الغربية.

نشر الفوضى داخل إسرائيل
وحسب المركز الأميركي، يبدو أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تركز على الكشف عن الإشارات التي تدل ما إذا كان الحزب مستعداً لحربٍ مباشرة أخرى أو تصعيدٍ أمني مع إسرائيل، خصوصاً أن الحزب إياه نشر في آذار المنصرم ألف عنصر غير مسلح على طول الحدود (أربعمئة منهم من الفلسطينيين الموالين لـ”حماس”). وسهل بعد ذلك بوقتٍ قصير، هجومين ضد إسرائيل حافظ فيهما على مسافة كافيةٍ من تحمل المسؤولية لتجنب أي انتقام أو تصعيدٍ إسرائيلي.

ويضيف المركز أن ح ز ب ا ل ل ه بذل مع الحرس الثوري الإيراني أو بشكلٍ منفصل، جهوداً كبيرة لتجنيد عرب وإسرائيليين ولبنانيين ورعايا دول عربية يحملون جوازات سفر أجنبية وفلسطينيين لجمع المعلومات الاستخباراتية، أو تجنيد أصول إضافية أو إنشاء خلايا نائمة داخل إسرائيل، بهدف التخطيط وتنفيذ الهجمات وإشعال الفوضى بشكلٍ دوري من الداخل.

جحيم الضفة الغربية
ويقول المركز إن الحزب وإيران عازمان على إكمال ما بدأ به القائد العسكري عماد مغنية من تدريبٍ للمسلحين الفلسطينيين على إنتاج الصواريخ ومنصات الإطلاق وخوض حرب الأنفاق. وفي هذا الإطار، يشير تبني مجموعة تابعة لحماس تطلق على نفسها اسم “مفرزة يحيى عياش-غرب جنين”، واكتشاف منصة إطلاق للصواريخ في القدس الشرقية، إضافةً إلى أسلحة في جنين، أن هذه الجهود ربما بدأت تؤتي ثمارها.

أسندت إيران، وفق المركز، إلى ح ز ب ا ل ل ه مهمة تحويل الضفة الغربية إلى جحيمٍ لا يُطاق. فكلف الحزب وحدته 133 بتجنيد وتمويل خلايا في الضفة الغربية من خلال نجل الأمين العام للحزب جواد حسن نصر الله. واستناداً للشرطة الإسرائيلية والشاباك، تكثف تهريب الأسلحة من قبل حزب الله إلى إسرائيل والضفة الغربية بشكلٍ كبير منذ عام 2021. ونتيجةً لهذه الجهود، انتعش نشاط حركة حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، كما ظهرت مجموعاتٍ مسلحة جديدة، لا سيما في جنين ونابلس.

إشعال حرب داخل إسرائيل
في المحصلة، يقول المركز إنّ إنشاء جبهة داخل إسرائيل والضفة الغربية له فائدة كبيرة لحزب الله حالياً، وخلال “الحرب الشاملة” التي وعد بها ضد الدولة اليهودية. في الوقت الحالي، يسمح له ذلك بمواصلة استنزاف إسرائيل، من خلال الوكلاء، مع الحفاظ على الإنكار المعقول. وسيبقي هذا الأمر الجيش الإسرائيلي غارقاً في محاربة العنف المنخفض المستوى، مع وجود احتمال أن تزيد الاشتباكات الإسرائيلية المستمرة مع المسلحين الفلسطينيين من وقوع سوء التقدير أو رد الفعل المبالغ فيه من جانب أحد الطرفين أو كلاهما، ما قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضةٍ جديدة.

كما يمكن للحزب، حسب المركز، الاستفادة من الخلايا النائمة لتنفيذ هجوم بدوافعٍ قومية على هدفٍ يهودي، ككنيس في مدينةٍ مختلطة بين العرب واليهود. من خلال هذا العمل البسيط، يمكن ل ح ز ب ا ل ل ه أن يستغل التوترات العرقية المتزايدة بشكلٍ مستقل لبدء دورة من الفعل وردود الفعل من قبل المتطرفين اليهود والعرب، تماماً كما حدث في أيار 2021، والتي يمكن أن تمتد إلى بقية تلك المجتمعات. ومن خلال خلق اضطرابات على جانبيّ الخط الأخضر، سيجبر ح ز ب ا ل ل ه إسرائيل على تحويل انتباه حكومتها وقواتها الأمنية عن الجبهات النشطة الأخرى، بما في ذلك لبنان، لمواجهة تهديد قاتل خلف خطوطها الدفاعية.

الحدود الشمالية إلى الواجهة
وفيما يتعلق بحادث إطلاق قذيفة من الأراضي اللبنانية في 6 تموز الجاري والتي انفجرت بالقرب من الحدود داخل الأراضي الإسرائيلية. قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” أنه من المرجح أن تستمر موجة الإرهاب في المستقبل القريب في الضفة الغربية وعلى طول الخط الأخضر. لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بنظرها، هو حقيقة أن الحدود الشمالية أصبحت مشكلة مرة أخرى. إذ لم يستطع الجيش الإسرائيلي تحديد هوية من أطلق القذيفة، وما إذا كانت مرتبطة بأحداث هذا الأسبوع في الضفة الغربية.

حقيقة أن الإطلاق كان غير ناجح يُبعد الشبهات عن ح ز ب ا ل ل ه. فالحزب يتمتع، كما تشرح الصحيفة، بخبرةٍ واسعة في هذا المجال، ويبدو أن من كانوا وراء الهجوم هم مجرد هواة لا أكثر. ومع ذلك، فإن إسرائيل قلقة لأن ح ز ب ا ل ل ه مسؤول عن المنطقة التي انطلقت منها القذيفة، وبالتالي فهو يتحمل المسؤولية الكاملة عمّا يحدث هناك.

هذه الحوادث المتكررة تشير، وفق الصحيفة، إلى عدم سيطرة ح ز ب ا ل ل ه على المنطقة، أو غض الطرف عن تصرفات حماس. وتختم بالقول “يمكن لإسرائيل، بالطبع، أن تلعب دور التظاهر، وإذا ما استمرت في القيام بذلك، ستجد نفسها في مواجهة ظروف أسوأ. لذا سيكون من الأفضل لإسرائيل إبعاد هذه التهديدات عن حدودها على الفور من أجل إعادة الأمور إلى طبيعتها قبل أن يتآكل الردع على الحدود الشمالية بشكلٍ أكبر”.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها