play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الأربعاء ٣٠ حزيران ٢٠٢١ - 08:06

المصدر: صوت لبنان

مغلفان، تشكيلة واعتذار

من المهم أحياناً اعتماد المنطق الحذفي بمعنى استبعاد كل فرضية غير ممكنة، وبينها فرضية حكومة الأربع ستات، لعدم حماسة المجتمع المدني الجلوس على طاولة واحدة مع الطبقة السياسية وتغطيتها بحضور شكلي. تبقى فقط تركيبة الثلاث ثمانيات الوحيدة الجدية المطروحة. في حالة ال ٣ ثمانيات، الحكومة ستكون سياسية بكليتها، وفي حالة ال ٤ ستات، ستكون سياسية بأكثريتها. وهنا تكمن فذلكة ال٤ ستات: تغطية ١٨ وزيراً سياسياً لعون وحلفائه، وبري وحلفائه، والحريري وحلفائه بستة وزراء أصحاب اختصاص من المجتمع المدني. والسؤال: من المزروك أكثر بالوقت، رئيس الجمهورية أم الرئيس المكلف؟ من سيقول آخ قبل الآخر؟ الجواب هو الشعب، أما بالنسبة للرئيسين: الرئيس عون يعكز على اثنين قدر الممكن: المجلس الاعلى للدفاع، والحكومة المستقيلة، وآخر التواقيع المأخوذة من حسان دياب bon gré malgré توقيعه على صرف استيراد المحروقات بسعر ٣٩٠٠ ليرة. وآخر تعهدات المجلس الاعلى للدفاع تحذير الناس من استخدام الشارع.
أما الرئيس الحريري فيعكز على نادي رؤساء الحكومات السابقين وعلى الرئيس بري لاطالة أمد التكليف، مستفيداً أيضاً من حضانة دار الافتاء وعدم استعداد أي بديل صالح لركوب كرسي السراي في هذا الظرف من دون رضى هذه المؤسسات الدينية والسياسية.
من ينتظر زيارة الرئيس المكلف لبعبدا قد ينتظر طويلاً لأن هذه المرة سيحمل الحريري مغلفين: في الأول آخر تشكيلة له، وفي الثاني كتاب الاعتذار في حال رفض رئيس الجمهورية التشكيلة مجدداً. ودون الاعتذار توافق الحريري مع عرّاب التسوية الرئيس نبيه بري الذي يكابر بدوره ويرفض الاعتراف بالفشل ويصرّ على معرفة البديل عن الحريري قبل أي خطوة في المجهول.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها