منجرّو خوازيق

اذا أردت أن تعرف ما في الدولة دونك وكاتم صوتها، وحافظ أخبارها، وكاشف خباياها، ومحتكر خفاياها، ومدوّر زواياها، وملتحف أكمامها، ومدرّب أرانبها، وطابخ موادها، وحارس شباكها، وموصد أبوابها، وأحياناً منجّر خوازيقها. اذا أردت أن تتعرف على لبنان الوجه الآخر، لبنان النسخة الثانية، لبنان الطبعة الجديدة، لبنان المتنصل لا المتأصل، لبنان الجان، لبنان الدكان، لبنان السجّان، لبنان المدان، لبنان الكتمان، لبنان آخر زمان، لبنان السريع العطب والذوبان، فدونك وواحداً من هؤلاء اللاعبين، الناجين في الانتخابات النيابية، السابحين مع الخط وعكسه، الداخلين مع أم العريس والخارجين مع أم العروس، القاتلين لبنان، السائرين في جنازته والمتقبلين التعازي بخسارته. هؤلاء ليسوا واحداً. هم كثر. بعضهم الحديث النعمة، وبعضهم المعمّر سنوات، ولا أحد منهم معمّرْ وطن، بل خرّابو بيوت، ومدمرو دولة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها