من المتراس الى المساس

أطالع كتاباً بعنوان War للكاتب واستاذ القانون الدولي Andrew Clapham الذي يقول إنه عندما يريد السياسيون تبرير العنف وانتهاك حقوق الانسان في النزاعات المسلحة يختبئون وراء عبارة “إنها الحرب”. وكلمة “حرب” تبقى أقوى من عبارة نزاع مسلح سواء بوقعها النفسي أو لجهة تبرير العنف وسقوط الضحايا خاصة في صفوف المدنيين. فالمحارب يتحمس أكثر في الحرب منه في النزاع المحدود والآلة تسمح بالقصف العشوائي لكسب الحرب مهما كان عدد الضحايا من العسكريين والمدنيين.
هذه هي الحرب”، عبارة استخدمت أيضاً في لبنان لتبرير القتل وسقوط الضحايا عند كل الاطراف، ولهذا السبب تنتهي الحروب عادة بقانون عفو عام كما حصل أيضاً في لبنان الذي منح العفو العام عن الجرائم المرتكبة قبل ٢٨ آذار ١٩٩١. لكن ليس في كل الدول ينتقل القاتلون ليحكموا ذوي المقتولين، ليس في كل الدول يرّقى المسؤولون الى مناصب سيادية في الدولة تستمر ما استمر الزعيم على قيد الحياة. هو يتولى في الحرب قيادة البشر بالرسن، وينتقل في السلم من المتراس وخط التماس الى سوق البشر بالمساس. إنها الحرب في لبنان.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها