فرنسوا ضاهر

الأحد ٢ أيار ٢٠٢١ - 08:36

المصدر: صوت لبنان

من بات يدمّر لبنان أكثر حكّامه أم شعبه؟

حفنة من الحكّام لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد تمكّنوا من تدمير كلّ مقوّمات البلد وكلّ مرتكزاته،
ومن تبديد أصوله وإحتياطه،
ومن العبث بمدّخرات شعبه في المصارف،
ومن إسقاط كلّ قطاعاته الحيويّة، الاستشفائيّة
والتعليميّة وغيرها.
ومن تجفيف قطاعه الخاص بالعملة الصعبة،
ومن إستعداء العرب والغرب له،
ومن الحؤول دون تمويله والإستثمار فيه،
ومن قطع شريان السياحة عن ربوعه،
ومن إفقاده لمكانته الدولية ولإئتمانه المالي
والمصرفي،
ومن تربية شعبه على الفساد،
وتولية الدونيين منه المناصب والمواقع،
ومن خرق حرمة العدالة فيه وتطويعها وإتباعها،
ومن إنتهاك سيادته وإخضاعه لمصالح ومنافع
ومشاريع القوى الإقليمية،
ومن إتمام كلّ ذلك وما يزيد ويفيض، كمّاً ونوعاً
وتعداداً، دون أية محاسبة أو رادع أو وازع من قبل
أبنائه.

الأمر الذي يثير الإستهجان والريبة والخشية
على الكيان.

إذ كيف يعقل أن يترك أبناء هذه الأرض وطنهم ينهار على يد حفنة من الحكّام المدمّرين؟
وهم ما زالوا يبايعونهم ويوالونهم وينتصرون لهم؟

كيف لم يتحرّروا منهم ولم ينقلبوا عليهم ولم يثوروا
بوجههم ولم يُسقطوهم؟

أهَل نحن أبناء هذا الوطن التاريخي على هذا القدر من الفساد والدونيّة والجهل وإنعدام الأخلاق والقِيَم؟

أهَل نحن على هذا القدر من الإستسلام والتخلّي والأنانية والغباء؟
ألم ندرك أن خسارة الأوطان لا تعوّض؟
ألم نتّعظ من الشعوب التي فقدت أوطانها ولم تستطع إستردادها؟

لا يا سادة، لا يا أيها اللبنانيون، ممنوع عليكم
الإستمرار في تخلّيكم عن وطنكم، وإسقاطه من همّكم، والإمتناع عن النضال لإنتزاعه من حكّامه.

عيب أن يسجّل علينا التاريخ أننا تخلّينا عن كياننا وهويتنا وتاريخنا وأضحينا شعباً تائهاً وعبئاً على سوانا من المجتمع الدولي.

الوطن يناديكم، لبنانكم يستصرخكم لإنقاذه من براثن هذه الطغمة المدمّرة، فلا تتخلوا عن أنفسكم ولا تتخلّوا عنه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها