فرنسوا ضاهر

الثلاثاء ٢٨ آذار ٢٠٢٣ - 10:38

المصدر: صوت لبنان

من وحي الحدث

إن الزوبعة التي أثيرت حول تعديل التوقيت الصيفي،

١- تفيد عن العقل المثقوب الذي تُدار به أزمات البلاد، وعن مدى أهلية هذا العقل لإنقاذها من أوضاعها.

٢- كما تفيد أيضاً أن كل هذه الأزمات المتضافرة
وغير المسبوقة في أي بلد في العالم على مدى التاريخ الحديث، لم تستنفر المنظومة الحاكمة ولا
الاكليروس فيه، على قدر ما إستنفرتهما مسألة تعديل التوقيت الصيفي. بالنظر لما إتسمت به
من بعد طائفي ولما أعطي لها من طبيعة هذا
البعد. ما يشي أن هذه المنظومة الحاكمة بركنيها الزمني والروحي ما زالت دون مستوى معالجة أزمات البلاد المستعصية، او هي متورطة في وقوعها، او هي غطّت الوصول اليها، حتى لم تستنفر ذاتها يوماً بهذا القدر للتصدّي لها او لمعالجتها.

٣- كما تفيد كذلك أن شعب لبنان ما زال شعباً
مسطّحاً لم يتعلّم شيئاً ولم ينضج بعد ولم يتعظ
من كل المآسي التي حلّت به، حتى يستنفر ذاته ويقف بوجه جلاّديه. بل إنه ما زال يتحرّك على
وقع الشعارات الشعبوية الفضفاضة الخاوية من الفاعلية، حتى لو تعلّق الأمر بحقوقه الشخصية
والذاتية المصيرية وأمواله وودائعه.

٤- من هنا، يصح الاستنتاج أن إعادة تركيبة هذا
الوطن، أرضاً وشعباً ومؤسسات، ما زالت بعيدة المنال حتى لو أنعم الله على كلّ منا، صبراً وصحةً وعمراً مديداً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها