مايز عبيد

الجمعة ٢٥ آب ٢٠٢٣ - 20:25

المصدر: المدن

مهاجرون لبنانيون محتجزون بليبيا.. والمزيد من مراكب التهريب تنطلق

أضحت قضية الهجرة غير الشرعية بالمراكب عبر البحر مسلسلاً يومياً بحلقات طويلة، أبطاله المهرِّبون والمهرَّبون على السواء، ولكل منهم هدفه من هذه الهجرة. أما باقي اللبنانيين، فيشاهدون حلقات هذا المسلسل انطلاقاً من مناطق الشمال.

في جديد مسلسل الهجرة غير الشرعية عبر البحر، يمكن الإشارة إلى أن وتيرتها زادت في الأيام الأخيرة، مع انطلاق عدة مراكب هجرة نحو أوروبا، بالرغم من التشديد الأمني الذي يفرضه الجيش اللبناني والقوى الأمنية على المهرّبين. فقبل نحو أسبوعين انطلقت رحلة من سواحل العريضة على الحدود مع سوريا. الرأس المدبّر لهذه الرحلة يدعى (ش.ح) من ببنين عكار، أوقفته مخابرات الجيش لأيام ثم أطلقت سراحه. السفينة كان من المفترض أن تقلّ أكثر من 200 راكب، ولكن مباغتة مخابرات الجيش للرحلة قبل دقائق من أوان إقلاعها، جعلت السفينة تفر بمن حضر من الركاب وعددهم 110 (حسب مصادر من ركاب المركب)، بينما ألقى الجيش القبض على الآخرين.
ركاب المركب ذاك هم من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين.. ومن تم الإمساك به من قبل مخابرات الجيش أُخضع للتحقيق لبعض الوقت ثم أطلق سراحه. ومن أبحر منهم كان موعده مع عصابة تسمي نفسها كتيبة طارق بن زياد، على السواحل الليبية. احتجزتهم خطفاً، وهي تطالب بفدية، حسب المعلومات المتواترة من بعض الركاب.
صرخة الأهالي
أسبوعان على إبحار المركب، وبعد انقطاع الاتصال مع ذويهم منذ ما يزيد عن عشرة أيام، قرر الأهالي إطلاق الصرخة. فما يصلهم من أخبار يتم تناقلها عن لسان ركاب، بعضها مطمئن وبعضها الآخر غير مطمئن، كأن يقال لهم بأن كتيبة طارق بن زياد تطالب بفدية مالية باهظة. يقول أحمد النابوش من ببنين-عكار لـ”المدن”: “شقيقي خضر النابوش 39 سنة، أب لثلاثة أولاد، خرجوا مع زوجته قبل مدة إلى ألمانيا، واختار خضر اللحاق بهم في الرحلة المحتجزة في ليبيا. خضر عنصر في قوى الأمن الداخلي، دفعته أوضاعه الصعبة إلى هذه المغامرة. وكان قد اتصل بي بعد يومين من إبحاره وأخبرني أنه بخير وطلب مني الدعاء له”.
ويضيف أحمد “ما عرفناه لاحقاً أنه تم احتجازهم، عبر اتصال ورد من أحد السوريين على متن الرحلة إلى ذويه. وسوى ذلك لا نعلم بأي شيء”.
ويتمنى على الليبيين إطلاق سراح أخيه ورفاقه وتركهم، ففي حال عودته إلى لبنان كل الركاب سيعودون إلى أهلهم، إلا هو فسيتم احتجازه لدى الدولة لأنه عنصر في قوى الأمن الداخلي، ولولا الظروف المعيشية الصعبة في لبنان لما غادر البلد بهذه الطريقة”. كما ويستغرب أحمد في الوقت نفسه، الصمت الرسمي اللبناني حيال وضع الركاب اللبنانيين ويطالب سفراء البلدين التحرك لطمأنة الأهالي على أوضاع ذويهم.
محمد النابوش وهو الشقيق الأكبر لخضر، طالب السلطات الليبية بترك المهاجرين المحتجزين بسلام. ويتابع القول: “في حال لم تقم السلطات المعنية بالكشف عن مصيرهم، فسيكون هناك اتجاه للتصعيد في الأيام المقبلة”.

الدولة غائبة عن السمع؟
على الصعيد اللبناني الرسمي لا تحرك حتى اللحظة يذكر. مصدر في وزارة الخارجية والمغربين أبلغ “المدن” بأن “الوزارة لم تردها أي معطيات رسمية سياسية أو أمنية حول هؤلاء الركاب”، كذلك أكد مصدر في الهيئة العليا للإغاثة بأن لا جهة رسمية طلبت من الهيئة التحرك حيال هذه القضية.
بالمقابل، وفي جديد المعلومات، فقد انطلقت رحلة هجرة غير شرعية بمركب حديد لون أزرق طول 15 م آت من سوريا، وذلك ليل الأول من أمس، واستطاع بنجاح نقل ركابه من لبنان وأغلبهم من السوريين الهاربين من الضغط الاقتصادي في الداخل، ومن اللبنانيين المحكومين أو عليهم مذكرات توقيف، وبعض الفلسطينيين. وكان على متنه أكثر من 120 راكباً. كما انطلق مركب آخر باسم (نوال) أيضًا من مرفأ الصيادين في ميناء طرابلس، على متنه 80 راكباً. والمركب مسجل في لبنان منذ 5 أيام فقط.
تجدر الإشارة إلى أن رحلات الهجرة هذه تتم بالتنسيق ما بين مهرّبين لبنانيين وسوريين. وأغلب المراكب يتم استقدامها من سوريا هذه الفترة، نظراً لتشدد الجيش في قمع هذه الظاهرة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها