مهلة الخجل

في الثقافة العربية، لا يفكّر بالوريث قبل دفن المورث وتقبّل التعازي به. فبعد يومين وخلال فترة التعازي بالرئيس الشهيد رينيه معوض، جمعت سوريا النواب في بارك اوتل شتورا حيث معقل نفوذها واستنخبتهم الياس الهراوي رئيساً للجمهورية. حتى فترة الحداد هذه التي يسميها تيودور هانف مهلة الخجل، لم تُحترَم بعد اغتيال الرئيس رينيه معوّض. فاز الهراوي في الدورة الثانية بأصوات 47 نائباً من أصل 53، فيما اقترع 5 نواب بأوراق بيضاء. وأعلنت إذاعة دمشق النتيجة قبل حصول الاقتراع. في كتابه “عودة الجمهورية من الدويلات إلى الدولة”، روى الهراوي أنّ رئيس مجلس النواب حسين الحسيني توجّه إلى دمشق فور اغتيال معوّض، وتمّ البحث في عدد من الأسماء المرشّحة، وخلال لقائه الرئيس السوري حافظ الأسد، قال له الأخير: “اذهب واجمع النواب وانتخبوا إلياس الهراوي” الذي سبق وقال للسوريين “ما تطلبونه من غيري، أستطيع أنا أن أقدّمه”. وهكذا انتخب الهراوي الرئيس اللبناني العاشر في الجمهورية، والثاني بعد الطائف.
قبل انتخاب الياس الهراوي، حاول بعض المسؤولين اللبنانيين إقناع الأمنيّين السوريين بالنائب بيار حلو الذي قبل المهمة، لكن بعد التشاور مع عائلته، عاد وأبدى رفضه على وقع مشاهد الاغتيال: رينيه معوض قبل يوم وبشير الجميّل قبل سنوات.
غداً، عون يرفض قيادة الجيش.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها