الأديب جورج مغامس
المصدر: صوت لبنان
موتوا كما تموتونَ!
الأمرُ لكم
دحرِجوا الرّؤوسَ وانفضوا عنكم ذلَّ السّؤال
عن حقٍّ بعيشٍ كريم وغدٍ أفضل..
فهُم حيثُ هُم
النّتْنُ والعفَن
وأوبئةٌ من فجٍّ وعميق
حقارةٌ حقارة
يكذِبونَ يسرِقونَ يظلِمون
لا يبالونَ بحاجةٍ وشَكوى
ويستذئِبونَ يستذئِبون
يومًا يقتُلون
يومًا يدفِنون
ويومًا يحتفلونَ بتذكارِ موتانا
تَمَوْمَؤوا على كراسيهم
وتحجّبوا بالرُّقى والطّلاسم
فليسَ إلّا السّيفُ يزيلُ الرّصدَ!
دحرِجوها الرّؤوسَ
وارجموها
أَضرِموا بها القَيحَ والقَيءَ
وكلَّ القذارة
وادفعوها إلى وادي يَهوشافاطَ
ناراً تأكلُ نارا!
تلك الرّؤوس
وما عليه أَقدمتْ
في سرٍّ وعَلن
وكانَ السّبب
في كلِّ مآسينا
لا يُغتَفر
ويستحقُّ العقابَ
فالعدلُ يقضي
ويقضي النّصابُ!
الغضبُ عارم
الوقتُ داهم ..
وخيرُ البرِّ عاجلُهُ
فجيئوها من كلِّ الجهاتِ
في مراكزِها
في منازِلها
في الشّوارع
طاردوها أطردوها بدّدوها
أبّدوها عِبرةً لكلِّ حاكم ..
إنّ الرّؤوسَ قد أينعت
وقد حانَ القطافُ
فانتظموا واخلعوها …
آهٍ
يا كلَّ شعبي
يا كلَّ مَن غالبتكُمُ الضَّرّاءُ
فَطرتْ فيكم قلبًا
قيّدت حلمًا
قوّضت أملا
آهٍ هلمّوا
والأموا الجراحَ .. جراحَ الكرامة
وابتسموا
لشمسِ عامٍ
لا بدَّ يبتسمُ
الأمرُ لكم
فانتظموا انتظموا
إخلعوها أرجموها دحرجوها
وإلّا إلّا
موتوا كما تموتونَ!!
صبيحةَ ٢٠٢۱
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها