فرنسوا ضاهر

الأربعاء ٣ آب ٢٠٢٢ - 10:33

المصدر: صوت لبنان

نحن لعنة على هذه الأرض

كم نحن عديمي الأخلاق والقيم
كم نحن فارغين وأغبياء وغرائزيين
وسطحيين ومبعثرين، حتى ما زلنا
أتباع منظومة شؤم أوصلتنا الى
أوضاعنا التي لا تماثلها أوضاع على
الكرة الأرضية.

لقد أضحينا شعباً مكشوفاً معرّى
من أمواله ومدّخراته وأعماله
وإقتصاده ومستقبله وحتى أولاده.

وها هم يمارسون أبشع أوجه الإذلال
والاستبداد بحقنا وأقذر السياسات
المالية لتجريدنا حتى من القيود
المصرفيّة المثبتة لأموالنا ومدّخراتنا.

وها هو القضاء يؤازرهم لتجريدنا أيضاً
من ديوننا على مدينينا ويدّمر في الحين
إقتصادنا ويحول دون إستثمار قرش
واحد على أراضينا بعد اليوم.

يفتكون بنا على هذا القدر ويذلوننا
الى هذا المستوى، ونحن لا نبالي
لمآسينا وأوضاعنا. وما زلنا نعيش في
غيبوبة على وسادة من اللامبالاة
واللامسؤولية والغطرسة والأنانية
والسطحية والجهل العميق.

غير أننا سنستفيق في القريب
العاجل لنرى أن وطننا قد إضمحلّ
وزال وإنتهى الى غير عودة. لان قوى
الشرّ والمشروع الممانع قد أطبقوا
عليه. ونحن نكون قد غطينا هؤلاء
الذين أخذوه الى مكان هو نقيض
تكوينه وهويته وثقافته وتاريخه.

حقاً إننا لعنة على هذه الأرض
وحكّامنا هم من بنات تركيبتنا.
ودهاؤهم أنهم عرفوا كيف يتحكّمون
بنا، وعرفوا حدودنا، فأوصلونا الى
جهنم، ونحن فرحون بالعيش فيها.

غير أن التاريخ والأحفاد سيلعنون
تواجدنا على هذه الأرض. لأننا بدّدنا
بأيدينا وطناً خسرناه ولن يكون
بالمستطاع إسترداده ولا إعادة
تكوينه.

وفي المحصّلة، لقد أثبتنا أننا نماثل
الشعب الفلسطيني تركيبةً ومصيراً،
ولم نتعلم من تاريخه شيئاً. فأوصلنا
أنفسنا الى ما وصل اليه.

وما علينا الاّ التكوّي مثله لأجيال…
في العدم والفقر والعوز والتدنّي
وخسارة الأبناء والخيّرين البنّائين
منا.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها