جورج يزبك

الثلاثاء ٣١ آذار ٢٠٢٠ - 09:09

المصدر: صوت لبنان

ندموا على التعيينات القضائية فتشددوا في التعيينات المصرفية

الجماعة شابت على شيء شبّت عليه وغير مستعدة أن تغيرّ في سلوكها قيد أنملة أو بوصة واحدة. فالدولة دولتها، والادارة خاتم في خنصرها، والخزينة مقتناها، والشعب قطيعها. كل تراجع يُحسب خسارة من كيسها، فهي تسامحت بسهيل عبود وندمت على قرارها، لأن المعيَّن لم يشكر المعيِّن فإذ به يمارس سلطانه بوجه الجميع بحماسة طال انتظارها من قضاء قبض عليه، وبلغة كورونا، حجر عليه في كرنتينا لا يحمل من الأربعين يوماً إلا الاسم، بل يحمل من الأربعين هذا الرمز الذي يوحي به علي بابا بفعل القبض السياسي على السلطة الثالثة خوفاً من أن يقبض عليها. تغدته قبل ان يتعشاها. فهمنا أن أماني سلامة لم يعيّنها أحد، انبثقت من ارادة قضاة مستقلين، شرفاء، أحرار، أوادم، فتمردت مع ناديها على مدّ اليد السياسية على قدس القضاء. ثم جاء سهيل عبود بتعيين رسمي ليأخذ بصدره تحدي الخروج بسلطة قضائية مستقلة. هنا، ندم السياسيون على التعيينات القضائية فتشددوا في التعيينات المصرفية، والا قد يصل بهم الأمر الى أن يبيتوا في بيت خالتهم اذا استمر التنازل على هذا المنوال.

تحن في حضرة حكومة، وزيرة عدلها تتمرجل على تشكيلات قضائية.
حكومة، وزير داخليتها يتمرجل على خيم الثورة.
حكومة، وزير ماليتها يتمرجل على الدائنين وعلى المودعين دون السياسيين والمصرفيين.
حكومة تتمرجل كلها ومن وراءها وأمامها ومن يأمرها ومن يسيرّها، تتمرجل على القضاء العسكري لكن بعدما صار عامر الفاخوري على أرض السفارة الاميركية.
حكومة، يتمرجل رئيس المجلس على رئيسها.
معاذ الله من اسرائيل كي لا أصاب بوصفة المؤامرة الجاهزة للاستعمال، لكن للعلم فقط، تدخلت المحكمة العليا هناك لإجبار من يعادل الرئيس نبيه بري في كنيستهم واسمه يولي إدلشتاين، لإلزامه على دعوة البرلمان للانعقاد والتصويت على انتخاب Speaker جديد، علماً أنه لم يمرّ عليه الزمن العشري في تبوئه المنصب، انتخب فقط من سبع سنوات وليس من القرن الماضي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها