محمد علوش

الجمعة ٢٨ تموز ٢٠٢٣ - 14:26

المصدر: المدن

نعيم المستفيدين من كهرباء “الأوّلي” تحوّله التعديات إلى جحيم

منذ أسابيع علت صرخة المستفيدين من الكهرباء على “الماء” في الجنوب والبقاع الغربي، بسبب الفواتير الباهظة التي سطرتها مؤسسة كهرباء لبنان بحقهم، بعد ارتفاع التسعيرة. فهؤلاء يستفيدون في الأيام العادية من حوالى 20 إلى 22 ساعة من الطاقة، تصل أحياناً إلى 24 ساعة في بعض الأماكن، وفي أوقات معينة من العام. فلا يحتاجون إلى اشتراكات ولا طاقات شمسية. لكنهم، نسبة منهم على الأقل، وهي نسبة كبيرة، لم تُقدّر النعمة التي تمتلكها في بلد يعاني من أزمة طاقة.

اهتزاز الخط 3
تستفيد قرى من شرق صيدا وإقليم التفاح من الخط رقم ثلاثة، أو ما يُعرف بالمخرج 3 من محطة الأولي، بحوالى 20 ساعة من التغذية يومياً. لكن منذ شهر تقريباً بدأ اهتزاز التغذية، فلم يعد يتحمل الخط حجم الحمولة عليه، فينفصل بشكل متكرر.

حسب مصادر متابعة، فإن انقطاع الخط في فصل الصيف يتكرر كما العام الماضي، لأسباب باتت معروفة، على رأسها ارتفاع عدد التعديات على الشبكة في فصل الصيف، وازدحام القرى بالسكان الذين يقصدون قراهم للاصطياف. وهذه التعديات تحصل على الخطوط الثلاثة التي تخرج من محطة الأولي. وهذا ما يجعل الضغط على الخط الذي نحن بصدد الحديث عنه، أكبر من قدرته على التحمل. وتضيف المصادر عبر “المدن”: “العام الماضي واجه المسؤولون عن الكهرباء في تلك المناطق تحديات تتعلق بمحطات تعدين العملات الرقمية، ورغم مكافحة هذه الظاهرة التي تستهلك طاقة كبيرة جداً، إلا أنها لا تزال حاضرة في بعض القرى، ويجب مكافحتها بشكل كامل، بالإضافة إلى إزالة تعدّيات مواقع تجمع ​النازحين السوريين​، وتعديات اللبنانيين على الشبكة”.

إجراءات للحل لم تنجح
هذه المشاكل تتكرر. ولذلك، حاول القيمون على الكهرباء تنبيه السكان بضرورة اتخاذ بعض الإجراءات لعودة التيار الكهربائي إلى طبيعته، على رأسها، حسب ما تكشفه المصادر، “تشغيل مضخات سحب المياه في القرى تتابعاً، لا بالوقت نفسه، إطفاء إنارة الطرقات في القرى بشكل كامل، دعوة السكان وتحفيزهم على ترشيد الاستهلاك”. مشيرة إلى أن استمرار انقطاع الخط سيؤدي إلى استنزاف الفواصل والقواطع الكهربائية، وسيؤدي إلى أضرار كبيرة.

لم تجد هذه الدعوات آذاناً صاغية، فاستمرت المشكلة حتى قرر القيمون على الكهرباء اعتماد التقنين داخل الخط نفسه، من خلال تقسيمه إلى 3 مناطق كهربائية، على أن يتم تأمين تغذية 12 ساعة يومياً بدل 20. وتُشير المصادر إلى أن جدولاً بالتقنين تمّ وضعه لهذه الغاية، مبنياً على رغبة مؤسسة كهرباء لبنان التي لها حق تقرير عدد ساعات التغذية للخط. فحالياً معدل التغذية عليه 20 ساعة يومياً، أي يوجد 4 ساعات تقنين كامل له، من الساعة 2 بعد الظهر إلى الرابعة عصراً، ومن الساعة 10 ليلاً إلى منتصف الليل، وتُقسم ساعات التغذية على المناطق حسب جدول التقنين الداخلي.

تؤكد المصادر أن هذا الجدول لا يتغير طالما لم تتغير رغبة كهرباء لبنان بما يخص عدد ساعات التغذية للخط، ملمحة إلى احتمال زيادة ساعات التقنين بسبب تدني المتساقطات خلال العام المائي 2022-2023، ولضرورة استمرارية الإنتاج طيلة فصل الصيف وحتى نهاية العام الحالي، موعد عودة الامطار. بما يعني أن ساعات التغذية قد تتدنى إلى حدود 8 إلى 10 ساعات يومياً. الأمر الذي يخلق مشكلة كبيرة لأبناء هذه القرى بسبب ضعف شبكة “المولدات”.

فعلى سبيل المثال، في إحدى قرى إقليم التفاح، وضع صاحب الإشتراك تسعيرة بسيطة تتناسب مع تشغيل مولده لمدة 4 ساعات كل ثلاث أيام، عندما يكون موعد التقنين من 6 عصراً إلى 10 ليلاً، وهذه الخطة لن تتناسب مع وضع التقنين الجديد. لذلك، فالمعاناة ستكبُر.

أما الحل فيكون دائماً عبر تحمل المسؤولية، وتحديداً من قبل مؤسسة كهرباء لبنان والأجهزة الأمنية والبلديات، ومواجهة “التعديات”، لأن المتعدّي يضر جيرانه وأبناء قريته أولاً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها