play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات)

جورج يزبك

الجمعة ٢٩ أيلول ٢٠٢٣ - 07:55

المصدر: صوت لبنان

نقوش نهر الكلب

في ١٣ تشرين الأول 1990 ، غادر رئيس الحكومة الانتقالية العماد ميشال عون قصر بعبدا عند الصباح على متن ملالة عسكرية بعد بدء هجوم الجيش السوري، ولجأ إلى السفارة الفرنسية في مقرها الموقت في الحازمية. وظهر يوم 30 تشرين الأول 2022، ألقى الرئيس ميشال عون خطاب الوداع في اليوم ما قبل الأخير من ولايته وغادر قصر بعبدا مسلّماً الفراغ كما استلم من الفراغ.
من الرئيس أمين الجميّل، آخر رؤساء الجمهورية الأولى الى الرئيس رينيه معوّض أول رؤساء الجمهورية الثانية، بقي لبنان واقفاً في منتصف الطريق بين الحرب والسلم، لا حرب بالكامل قبل الطائف، ولا سلام بالكامل بعد الطائف. خرج الإسرائيلي، لكن بقي الفلسطيني، وخرج الجيش السوري لكن دخل المهاجرون السوريون غير الشرعيين وهي التسمية الدقيقة التي تفي قانوناً بالواقع، لا نازحون هم ولا لاجئون. ولم يخرج الإيراني ليعود ويدخل الى لبنان. من دخل لبنان لايعني أنه امتلك البلد، ومن خرج من لبنان لا يعني أنه صار بعيداً أو أن أطماعه بوطن الأرز قد تلاشت. لا بد آت رئيس جمهورية وحكومة يضيفان سطراً واحداً على لوحتي الجلاء في صخور نهر الكلب: في هذا اليوم تمّ جلاء كل الغرباء عن لبنان وصار لبنان دولة. عاش لبنان.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها