كريستال محفوظ

الأثنين ٢٦ أيلول ٢٠٢٢ - 12:40

المصدر: صوت لبنان

نور المثال الأمثل… إختارت الإنتصار على الانكسار!

أزمة إقتصادية أرخت بثقلها على العائلات اللبنانية بعد فترة الحجر الطويلة التي فرضتها كورونا أدت من دون شكّ الى تفاقم التوترات العائلية مالياً واجتماعياً.

نور صقر وافقت على طلب الطلاق من زوجها بعد تدهور الأحوال الاقتصادية بينهما حسب قولها لصوت لبنان فإنّ “الاستمرار في علاقة انعدم فيها الاحترام بسبب الخلافات اليومية حول كيفية تأمين لقمة العيش”.

حالة نور هي مثال عن حالات عديدة، ساهم الوضع الاقتصادي المتدهور في زيادتها، حيث يمكن ملاحظة ارتفاع في نسبة الخلافات الزوجية، ووصول العديد منها إلى رفع قضايا طلاق أمام المحاكم.

الى ذلك، نشرت “الدولية للمعلومات” دراسة أظهرت فيها تراجع الزواج والطلاق والولادات وارتفاع الوفيات. وعن الطلاق أظهرت الأرقام أنّ تراجعاً ملموساً بأعداد عقود الزواج والطلاق المسجّلة رسمياً، حيث سجّلت عقود الزواج تراجعاً بنسبة 7.2% وعقود الطلاق بنسبة 3%.

من جهتها، دقت المحاكم الشرعية والابرشيات الكنسية ناقوس الخطر بعد صدور الأرقام المرتفعة نسبة الطلاق التي وصلت الى 22% بسبب جائحة “كورونا وما ترتّب عنها من حجر وبطالة، والأزمة الاقتصادية وما نتج عنها عدم استقرار اجتماعي، فأظهرت المشاكل الزوجية ارقاماً مخيفة، حيث يسجل ارتفاع نسبة المشاكل الى المئة في المئة عما كانت عليه في الأعوام السابقة.

يتوقّع معظم الأزواج أن يتعرّضوا لفترات صعبة من حياتهم بعد وقوع الطلاق، وأثر الطلاق يظهر على جميع أفراد الأسرة من أولاد وزوج وزوجة، كما أنّ الجميع يتّفق على أنّ المرأة أكثر تعرُّضاً للضرر من الرجل، وذلك من حيث العديد من النواحي، كاختلاف الحياة المادية التي تعيشها بعد الطلاق، ومستوى الرفاهية التي اعتادت عليها، بالإضافة لاختلاف الحياة من الجوانب العاطفية.

من هنا شدّدت نور عبر صوت لبنان بأنها تُعاني من تأثير الطلاق النفسي خصوصاً وانّ لديها ابنة من زوجها السابق وبالتالي الأثر السلبي مضاعف قائلةً: الخوف كلّ يوم عايش معي لأنّو بنتي الأهم بحياتي ولأنّو فكّرت كتير إنو إبقا كرمالا بس حسّيت إنو تشوفني ضعيفة مش مقبول بقا”.

إنها الام التي تهدف الى بناء شخصيّة قويّة في بنية وكيان ابنتها، هي المعلّمة الخلوقة الصامدة بوجه تحديات المجتمع الإقتصادية والإجتماعي والنفسيّة، هي التي تريد أن تكون القائدة الفعّالة بنظر ابنة تعيش ما أصبحت تعيشة معضم الفتيات بظلّ تفاقم الوضع الراهن، فإمّا المواجهة بصلابة إمّا الإنكسار أمام مستقبل بكامله لتُعلّم المجتمع أنّ ما يُقال عن أنه يجب أن تبقى “مستورة” حفاظاً على عائلتها وأولادها أكبر دليل على الفشل… وها هي نور إختارت الإنتصار على الانكسار!

نور التي استمتعنا بالمقابلة معها تعطي العزيمة عبر صوت لبنان لكلّ امرأة تقرأ في مقالنا هذا عنها، مؤكّدةً أنّ صوتكِ صوت المجتمع كلّه!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها