play icon pause icon
تحليل سياسي

جورج يزبك

الأثنين ١٥ شباط ٢٠٢١ - 08:55

المصدر: صوت لبنان

هزلت

ما فعله الرئيس سعد الحريري في خطابه هو محاولة تبرئة الرئيس المكلف من تهمة التعطيل واتهام رئيس الجمهورية بها. وما فعله الرئيس ميشال عون برده هو حرف الأزمة من مجرد مشكلة على أسماء وثلث الى تثبيت الشراكة في التأليف بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. بعد خطاب ١٤ شباط والرد عليه، هل الحكومة غابت الى أجل غير مسمى؟ الجواب المنطقي نعم وتفاصيله في اللاءات الثلاث والنعم الثلاثة التي رفعها الرئيس المكلف:
لا حكومة حزبية، لا حكومة اكبر من ١٨، ولا ثلث لأي فريق.
ونعم الرئيس المكلف يؤلف، نعم الحكومة ستتشكل، ونعم للتدقيق الجنائي بدءاً من العام ١٩٨٩ أي منذ كان الرئيس عون في السلطة رئيساً لحكومة انتقالية.
في المتابعة قد يقبل رئيس الجمهورية بحجم الحكومة المحدد فرنسياً، يخسر حكومة العشرين مقابل ان يربح الستة زائد واحد. هنا تبدأ مهمة الطاشناق الذي اعلن امينه العام النائب هاغوب بقرادونيان ان حصة الحزب مستقلة وغير ملحقة بحصة رئيس الجمهورية او التيار الوطني الحر.
وفي حكومة العشرين، يبدأ دور النائب طلال ارسلان لحيازة المقعد الوزاري الثاني وتأمين الثلث.
في الشكل، صار تأليف الحكومة في لبنان بهدلة واستعراض أسماء كأن البلد يدار بين سماسرة وبياعي كشّة. وصار تأليف حكومة مهمة يقوم على تسريب لوائح بالاسود والابيض ولوائح مضادة بالالوان. وينهض على صورة التقطت بالتلفون او لائحة سلمت باليد. فعلاً هزلت.
في السياسة، ما يحصل هو ان الرجلين، عون والحريري، يشتركان في حساب واحد ويختلفان على ادارته: يقول الحساب ان هذه الحكومة قد تكون الاخيرة وقد ترث العهد وتصبح حكومة رئاسية اذا تعذر الانتخاب، فمن سيحكم اعتباراً من الاول من تشرين الثاني ٢٠٢٢، سعد الحريري ام جبران باسيل؟ تلك هي المسألة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها