play icon pause icon
على مسؤوليتي مع عباس الحلبي

عباس الحلبي

الأثنين ٧ كانون الأول ٢٠٢٠ - 13:20

المصدر: صوت لبنان

هل سنصل الى نتيجة لإنقاذ لبنان؟

تتمحورُ الحياة حالياً حول التدقيقِ الجنائي وكأن البلد أصبحَ خالياً من كل المشاكل المستعصية الأخرى بما فيها إهمال مناشدات الداخل والخارج خصوصاً بضرورة تشكيل الحكومة من إختصاصيين مستقلين لإدخال الإصلاحات الهيكلية والبنيوية التي تُخرِج لبنان من أزمته الخانقة التي حوَّلَت أكثر من نصف الشعب اللبناني إلى الفقر والفقر المدقع كما أفادَ البنك الدولي.

هذا فضلاً عن الإختناقات المتعددة على غير صعيد إقتصادياً ومالياً ونقدياً وخصوصاً سياسياً حيث لَم تلقَ المطالبات أي تجاوب من المسؤولين لإخراج البلاد من أزماتها المتكررة، وعشية رفع الدعم عن بعض المواد الحياتية التي تتيح لللبنانيين شراء حاجياتهم الاساسية.

باتَ التدقيق الجنائي أشبه بلعبة كرة المضرب تتقاذفها القوى السياسية جميعها على ما بدا من مواقفها المعلنة أنها لمصلحة إجراء هذا التدقيق ربما لتبرئة الذمة من أنها ليست في صفوف معارضيه لكشفِ المستور.

تَعَوَّد اللبنانيون أن يتداولوا بالفضائح وبالإستحقاقات ويعلِّقون الآمال والأوهام على كشفها أو تحقيقها ويدخل التحقيق الجنائي ضمن هذه الفئة. إلاّ أنَّ القناعة تزداد للقول بأنه ربح للوقت وان لا نتائج مرتقبة لبلوغه خواتيمه السعيدة أو أن أملاً ما متوفر في إستعادة الأموال المصنفة موهوبة أو منهوبة وهذه نكتة سمجة.

علمتنا التجارب أن لا نتيجة لأي تحقيق وأن الإلهاء هو الغرض. فهل فعلاً هذا التدقيق سيوصِل إلى نتيجة؟

لطالما أنه لم يتم إقرار قانون السلطة القضائية المستقلة والإفراج عن التشكيلات القضائية التي أعدَّها مجلس القضاء الأعلى والموقعة من رئيس الحكومة والمحالة إلى رئيس الجمهورية فهل يمكن الوصول إلى نتائج إيجابية؟

يخشى من ضياع الوقت في البحث في الماضي فيضيع المستقبل. وهذا أكثر ما نخشاه.

أيهما لمصلحة البلد أكثر في الظرف الراهن التطلع إلى الماضي بما فيه من مآسٍ وهدر وسرقة وفساد أم أن تصرف الهمم بعد تشكيل الحكومة الذي لا ينتظر إلى إعداد خطة إنقاذ وإدخال إصلاحات وإعداد خريطة طريق للتعافي.

أيهما أجدى وأيهما أقصر الطرق وأيهما يؤدي إلى إنقاذ لبنان؟ سؤال برسم المسؤولين المهللين للتدقيق والمتناسين سائر المآسي.

وأخيراً غداة 6 كانون الأول ذكرى ميلاد الكبير كمال جنبلاط الذي قضى لمنعِ إدخالِ لبنان في السجن الكبير للنضال لفلسطين فكان شهيد لبنان والعروبة والإنسانية.

تحيةً له في ذكرى ميلاده.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها