جورج يزبك
المصدر: صوت لبنان
هل نحن أمام لبننة بعض الديمقراطية الاميركية؟
المشهد الاولي: الرئيس دونالد ترامب في وضع غير مريح، فهو يملك خياراً واحداً لا غير ان يربح ولاية بنسلفانيا والا يصبح خارج السباق. اما منافسه الديمقراطي جو بايدن فيملك أكثر من خيار، بينها
اولاً الفوز في ولايتي نيفادا واريزونا ولكل منهما ٦ و ١١ صوتاً في المجمع الانتخابي، فيصبح رئيساً، وهذا ممكن لانه متقدم في الولايتين: في نيفادا، بايدن يتقدم بأكثر من ١١٠٠٠ صوت، وفي اريزونا بأكثر من ٤٥٠٠٠ صوت.
ثانياً ان يفوز بايدن ببنسلفانيا وحدها التي تكفيه بالعشرين صوتاً التي تمثلها للوصول الى البيت الابيض. وهذا ايضاً ممكن رغم تقدّم ترامب حتى اللحظة. لماذا؟ لأنه كما في لبنان كان يقال نزلت صناديق الجرد او وصلت صناديق الساحل او الوسط، وهي تكون معروفة لصالح فلان او فلان، كذلك في الولايات المتحدة حيث ان الفرز الجاري حالياً هو للاقتراع بالبريد وهذا لصالح بايدن بالمطلق، او فرز اقتراع مناطق نفوذ الديمقراطيين مثل فيلادلفيا وجوارها التي اعطت منذ قليل في بعض مناطقها ٨٦،٢٪ لبايدن مقابل ١٨،٤٪ لترامب.
في جورجيا الممثلة ب١٦ صوتاً الفارق ايضاً يتقلص فيها وهو الآن بحدود ١٧٠٠ صوت لصالح ترامب ويبقى نحو ١٤٠٠٠ ورقة اقتراع لم تفرز بعد، والمتوقع ان تنتقل جورجيا الى بايدن لان الفرز الباقي يشمل مناطق النفوذ الديمقراطي حيث جاءت بعض النتائج مثلاً في Clayton County ٨٤٪ لبايدن مقابل ١٨٪ لترامب.
على المستوى الوطني، بايدن يتقدم ٧٣ مليوناً و٧٠٠الف صوتوا لصالحه مقابل ٦٩مليوناً و٦٠٠ الف لترامب، الا ان لا تأثير لهذا على النتيجة الرئاسية.
الارقام الرسمية لم تشهد اي تغيير منذ ساعات وهي تعطي ٢١٣ صوتاً لترامب مقابل ٢٥٣ لبايدن فيما المطلوب ٢٧٠ صوتاً لاعلان الفوز.
لكل هذه الاسباب، تقدم ترامب بدعاوى في اكثر من ولاية لوقف فرز الاقتراع الحاصل بالبريد متكلاً على قرار من المحكمة العليا، الا ان عدداً قليلاً من سيناتورات او نواب الحزب الجمهوري تجرأوا على تأييد رئيسهم علناً في هذا التوجه غير المألوف وغير الشعبي. أما اقتراع الاموات في حال ثبوته، فنكون امام لبننة بعض الديمقراطية الاميركية.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها