الأديب جورج مغامس

الأثنين ٨ شباط ٢٠٢١ - 16:18

المصدر: صوت لبنان

هو اللهُ شاءَ!

مارونُ مارون

يا كاهنًا ناسكًا

على قِمّةٍ في العراءِ

تتقشّفُ

تصغي لصوتِ السّماءِ

بقلبِكَ والعقلِ

وتصلّي

بيدٍ في الأرضِ

وعينٍ تُطلِعُ الشّمسَ

بعد الكواكب

تشِفُّ

تتحوّلُ

في حشا الصّمتِ

للبارقليطِ هيكلاً

وتَشِعُّ

شذى الحبِّ رنّامٌ

يشنّفُ الأبعادَ

فثَمّةَ مَن حولَكَ يتحلّقُ

هذا مقتديًا

وذاك مستشفيا

فتَشفي منهُمُ النّفسَ والجسدَ

بما أُعطيتَ من سلطانٍ

حلًّا وربطًا

إرشادًا وتوجيها

فلكلِّ داءٍ دواءٌ

ودواؤكَ لكلِّ الأدواءِ

فالجبلُ عُلّيّةُ عنصرةٍ

عُصبةٌ

تتلمذتْ وتُتلمِذُ

منبِتُ أمّة

أوّلُها الشّرقُ

وآخرُها الغربُ

صليبٌ

رأسُه الكنيسة!

مارونُ مارون

والقرونُ تكرُّ فصولًا

موصولةَ السّماتِ

كرومًا وصحارى

في أنطاكيةَ العظمى

أَلرُّها قِنّسرينَ وأفامية

ومن ضفافِ العاصي

إلى جبالِ لبنانَ العاصية

فقبرصَ

وأبعدَ أبعدَ

ما وراءَ البحارِ الطّامية

هي المسيرةُ مطّردةٌ

طائفةٌ طائفة

علماءَ شعراءَ

عشّاقَ معرفةٍ روّادا

طلّابَ حرّيّةٍ مُرّادا

قطيعًا صغيرًا

بحبلِ اللهِ يعتصمُ

يَفيءُ إلى منارةِ الأقداسِ

يستعمرُ الدّنيا

بعدَ قدموسَ

بقدّيسٍ

يُنيبُ في التّقديسِ قدّيسا!

مارونُ مارون

هل أمّةٌ تُهزَم

وأنتَ في كنيستِها

الرّوحَ والضّميرَ

ونهجًا

يطوّعُ الوعرَ

يجيرُ

ينيرُ

يوطّدُ للكرامةِ عُمُدا

في سِمفونيّةِ العلاقةِ

بين اللهِ والإنسانِ

عكسًا وطَردا؟!

مارونُ مارون

أنتَ أخذتَ بيدِ اللهِ

فشاءَ لكَ

كنيسةً وأمّة

هو شاءَ!

وما شاءهُ اللهُ

لا يُهزَم.

بُكمُ المآسي فاجرةٌ

وفاجرةٌ حبائلُ الفُجّارِ

أشواكُ الشّرورِ

وإن كثُرتْ

لن تقوى على سنابلِ الأخيارِ

ورغوةٌ

لا لن تُفسِدَ وجهةً على البحّارِ! 

في عيد مار مارون 2021

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها