الأديب جورج مغامس

الثلاثاء ١٩ كانون الثاني ٢٠٢١ - 12:21

المصدر: صوت لبنان

وإنّا لَفاعلونَ

زيدونا حَجْرًا زيدونا 

هذا أفضلُ ما قد تأتونَ! 

جرّبناكم 

كلُّ وجهٍ كقفاهُ 

ما أبشعَ الوجوهَ 

حين الوجوهُ كالأقفاءِ! 

جرّبناكم 

قُصاراكم أن تحجرونا! 

وباءانِ يستبدّانِ بِنا

أنتم وكورونا  

واحدٌ بإذنِ اللهِ يزولُ 

وواحدٌ 

تزولُ جهنّمُهُ 

وهو حتمًا لا يزولُ! 

قتلاكمُ نحن 

قتلى الفزع 

من حالٍ نحن فيها 

أعوذُ باللهِ من نوازلِكم 

ما أرهبَ عقودًا قَبَّضتموها 

فيا أسقاطًا

ولا خيرَ فيكم من كلِّ شيء

يا بؤرةَ اللَتَيّا والّتي 

فواجعَ فواجع 

وتلعنُكمُ الأرحامُ الّتي أنجبت 

بلادٌ بأمِّها وأبيها 

هجّت ضجّت 

مجّت زمنًا لوّثتموهُ.. 

إنّ عِرقَكم علّةٌ فينا تتوالد 

وعلّةٌ أَنّا 

بكم تعلَّلنا وتمادينا! 

فهل الحَجْرُ يُؤتينا 

نعمةَ التّطهّرِ 

من حَبْلِ سُرّةٍ 

بيننا وبينكم 

أم يقينا 

ليس إلّا 

من غِيلةِ الكورونا 

تضرِبُ ضربَ عشواءَ؟ 

إنّ لي صديقًا يقولُ 

عبثًا نحاول 

ما دامَ 

بعدُ فينا 

مَن 

كلّما ثارَ ثائر 

قامَ 

مَن بجرسٍ يدقُّ 

أو بمئذنةٍ يصيحُ! 

فلمّا قالَ صديقي 

تهيّبتُ 

فهالَني أن 

بأديانٍ تُقتلُ الأديانُ 

يُقتلُ الوطنُ 

ويُقتلُ الانسانُ! 

إذًا 

نحرّرُ الأديانَ 

فنحرّرُ الوطنَ 

ونحرّرُ الانسانَ؟! 

مَن يصدّق؟!! 

اليومَ خمرٌ وغدًا أمرٌ    

كذا قالَ الشّاعرُ الصّعلوكُ 

ثمّ عَزم 

فانتقم 

واستعادَ مُلكًا 

دُحرجَ عن تاجِ أبيهِ 

وإنّا لَفاعلونَ 

بعد كورونا… 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها