فرانسوا ضاهر

الأربعاء ٦ كانون الأول ٢٠٢٣ - 08:16

المصدر: صوت لبنان

وتبقى حرب غزة حرباً عبثية 

 

خلافاً لرأي بعض الخبراء العسكريين، الذين يرون في حرب غزة، بالتتابع، واقع إنتصارٍ لفريق وهزيمةٍ لآخر، يبقى أن القطاع يعيش منذ ما يقارب الشهرين تحت قبضة القوى العسكرية الاسرائيلية، وقد أضحت حياة الغزاويين فيه شبه مستحيلة وغير إنسانية على وجه العموم، وإن أحداً من الدول العربية او الغربية لن يتجرّأ على مدّ يده لإعادة بناء ذلك القطاع، بعدما ثبت أنه محكوم من القوى الفلسطينية المتشدّدة والمتطرّفة إسلاميّاً، وإن قوى الجهاد الاسلامي وحماس باتت محاصرة مادياً ومالياً من الدول الداعمة لها، وإنها في طور إلاستنزاف لقدراتها العسكرية مهما بلغ مخزونها منها، وإن مصير قطاع غزة ومستقبله السياسي بات مطروحاً لتحديد كيفية إدارته مستقبلاً والجهة التي ستتولى هذه المهمة. وإنه بدلاً من تحرير أرض فلسطين، أصبحت أرض فلسطين في غزة هي المحاصرة كليّاً ومحتلة بقوة العسكر والنيران المعادية، وإن شعب غزة بات عرضةً للموت والمجاعة والمرض والظمأ من شدّة القنابل التي ترمى عليه، كما من شحّ المواد الغذائية والمحروقات والمستلزمات الطبية وخروج معظم المستشفيات في القطاع عن الخدمة، وأن لا إنتصاراً عندما يبقى القادة العسكريون أحياءً لتحصّنهم في الأنفاق، وأن تتمّ إبادة الشعب الذي يحتضنهم، لكونه مقيماً على سطح الارض، ويستخدمونه عمداً دروعاً بشرية،

وقد ثبت، نتيجة الاستنفار العسكري الدولي، أنه لا مجال لإزالة دولة إسرائيل عن الخارطة الكونية، ولا للتضحية بالشعب الفلسطيني صاحب الأرض والقضية،

لذا، لا بدّ من الذهاب، في الحال، الى إطلاق المباحثات الدولية لإيجاد حل نهائي للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، الذي تجاوز قرناً من الزمن، لأنه مهما بلغت حرب غزة من عنف ودماء ودمار وخسائر لكلا الطرفين المتحاربين، ستبقى في إطار الحرب العبثية وليس التحريرية، في ظل عدم توحّد الساحات الممانعة. بحيث أنه لا مكان لمحو دولة إسرائيل ولا لإبادة الشعب الفلسطيني او لترحيله عن أراضيه وإطفاء حقّه التاريخي بالإقامة عليها.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها