عباس الحلبي

الأثنين ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 12:08

المصدر: صوت لبنان

وعد إجراء الإستشارات النيابية الملزمة مثل الوعود العرقوبية

وعد إجراء الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة مثلِه مثل الوعود العرقوبية. فإذا مش هالخميس الخميس الجايي ومش أكيد والبلد يحتضر بإنتظار الفرج المعلق على ما يظهر بصحة الرئيس ترامب وخروجه من آثار الوباء ونتائج الإنتخابات الأميركية.
لَم يُعر المسؤولون اهمية للنصائح الدولية ولا المحلية بِعَدَم إنتظار نتائج الإنتخابات الاميركية ولا حتى النصيحة الصريحة لسفيرة أميركا التي قالت أنه مِن العبث ربط إنقاذ لبنان بهذا الإستحقاق. ذلك أن اللبنانيين أو بعضهم يعتقدون أن الملف اللبناني سيكون على رأس إهتمامات الشاغل القديم أو الجديد للبيت الأبيض وكأن لا هَمّ لديه إلا السياسة التي يجب إتباعها في لبنان.
حرامٌ لبنان على هذا المصير البائس الذي يؤول إليه نتيجة حسابات إقليمية ومحلية لا تستند إلى معرفة ولا إلى واقع يرتكز عليه.
بالمقابل بين إجراءات المصرف المركزي وإنهيار القطاع تلو القطاع في الإقتصاد والمعيشة وتصاعد موجة الإحتجاجات والإضرابات والإعتصامات وظهور بوادر الانحلال الامني تأخذ الطبقة السياسية وقتها في إختيارِ رئيس للحكومة طَرَحَ نفسه كمنقذ مع فريق عمل حكومي مستقل على اساس المبادرة الفرنسية. والسؤال المطروح هل أن هذه الحكومة في حال نجاح تأليفها سيكون بإستطاعتها إجراء وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بموجب هذه الخطة في بيئة سياسية وشعبية مشلعة.
وكيف يكون التنفيذ إذا كانت هناك أصواتٌ تردد انه من غير المسموح المسّ بأي حق مِن حقوق العاملين في القطاع العام على سبيل المثال. أأحسن لهؤلاء أن تصبحَ رواتبهم بدون قيمة أو أن يشكّل ما تبقى منها قيمة شرائية تمكّنهم مِن العيش صحيح ليس في بحبوحة وإنما بالتأكيد في كرامة؟
ثم لماذا إنتظار المبادرة للبدء ببعض الإصلاحات لوقِف الهدر في الكهرباء والإتصالات وسائر المرافق وكلما اطلع اللبنانيون على تفاصيل الهدر والفساد في هذين القطاعين تحديداً كلما زادوا يقيناً لماذا آلَت الأمور إلى هذا الحد مِن الإنهيار.
البلدُ يحتاجُ إلى إنقاذٍ فوري وكل تأخير في تشكيل الحكومة يزيد في حدّة الأزمة بحيث تبلغ درجة عدم إمكان النهوض بالبلد من جديد مع ما يشكل ذلك من مخاطر على وحدة البلد وديمومة الكيان.
هل مَن يعي ذلك! ربما يقظة الشعب تصحي المسؤولين الغافلين كما كانت انطلاقة ثورة تشرين التي صحيح انها خفتت ولكن نبض الناس ووجدانهم لا يزالان متقدان لوقف تمادي السياسيين في غيِّهم وحفظ وطنهم الطيب.

الله يستر

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها