الأديب جورج مغامس

الخميس ١٠ آذار ٢٠٢٢ - 15:15

المصدر: صوت لبنان

وقد بسَيكونةٍ يُقتلُ الدّبُّ!

أرتالٌ بقفا الأرتالِ

دبّاباتٌ صواريخُ طائرات

والنّيرانُ أمواج

بلادٌ تُدكُّ

قتلى وخراب

والطّافرونَ

كلَّ يوم

بالمئاتِ بالآلاف

يرجونَ حافلةً

تُقِلُّهم إلى بعيدٍ آمنٍ

وما إليه الرّأسَ يَسندون

به يَسدُّونَ الرّمقَ..

فيا ليتَ أنّي

خلعتُ قلبي

قبل أن أرى أو أسمعَ!

أوكرانيا

يا قمحَنا والزّيتَ

ولطفَ البحيراتِ

في وجوهِ الأنسِ

ونورِ العيون

لِمْ يزجّونَكِ في قارِهم

في ضراواتِ الأتون؟!

لِمْ يستنسخون

ما بلبنانَ كانَ

وكانَ بالعراقِ

ومن حلبَ إلى الشّام

في اليمنِ

وفي السّودان

وقَبلُ قَبلُ

في فلسطينَ

فيتنامَ

وأفغانستان..

لِمْ يتجرّؤون

يتسنّمونَ مصادرَ الطّاقةِ

مصانعَ السّلاح

يقبِضونَ على المصارفِ

على الذّهب..

يستصغرونَ سائرَ الأمم

يسترخصونَ الذّمم

يهتِكونَ أعراضًا

يشظّونَ المصائر

يكتبونَ تاريخَهم بدمانا؟!

أوكرانيا

أيّتها الجميلةُ

تُسفحُ على حدﱢ التّمرّدِ

والتّطلّعات

لكِ اللّهُ

وُعدتِ

خُذلتِ

وُطئتِ

فبِتﱢ مغلولةَ اليدَين

وفي حشاكِ السّفافيدُ جِمارًا

من الرَّحمِ إلى الرّئتَين!

أوكرانيا

أَمَةً أرادوكِ

حديقةً خلفيّة

فأنتِ الشّهيدةُ

وأنتِ السّبيّة

وما برحوا يعلّلونَكِ

بالتّشدّدِ

بالمدَد

ولن يجازفوا بعودِ ثقابٍ

يشعلُ غابة!

فلأنتِ إلى الجدار

وما من خِيار

إلّا أن تقاومي

فكوني لهمُ المستنقعَ

وكوني المقبرة

كوني القدر..

فيا الصّغيرةُ

بكنفِ الكبارِ

وتعانينَ

تستبسلين

غدُكِ المقاومةُ

غدُكِ غدُكِ..

وقد

بسَيكونةٍ يُقتلُ الدّبُّ!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها