يجوز الوجهان

الرئيس عون على حق، لا يكفي أنه رئيس جمهورية ليكون على حق، بل لأن من انتخبه، شيعياً كان أم سنياً أم مارونياً لا يحق له أن يتنكر، أو يتندر، أو يتكدر، أو يتذمر. أنتم أوصلتم الرئيس الى بعبدا، وكنتم تعرفون سلفاً أن دوركم يقتصر على دور سائق تاكسي لايصال الراكب الى عنوانه، وإنزاله، والعودة فرادى. واذا كنتم غافلين عن هذا الواقع، فعذراً لقولي إنكم مش خرج سياسة ولا خرجكم ادارة بلد. وحزب الله على حق لأنه كان واضحاً في خياره وفي أسلوبه منذ البداية، والتوافق معه كان على هذا الأساس. ميشال عون مرشحي، ولست بعجلة من أمري. خذوا وقتكم وعندما تقررون يصبح المجلس بتصرفكم لانتخابه. إذاً انتخبتم الرئيس بشروطه، فعليكم قبول الخرمشة،
علماً أن السرفيس الذي أوصل الراكب الى القصر الجمهوري لم يكن مجاناً. ميشال عون دفع الأجرة حتى آخر وزير وأجير، وقد نال كل منكم مقاعد وزارية وزرع موظفين في أنحاء الإدارة وفق الاتفاق المسبق المعقود، رغم المالية الهالكة ورغم قرار منع التوظيف. وساعدتكم في ذلك تركيبة البلد ودستوره الذي في الدول المتخلفة يشبه مدارس الصرف والنحو في الكوفة، فإذا استحال الحلّ بالإعراب، فعندها يجوز الوجهان، يصحّ هذا ويصحّ ذاك، والله أعلم.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها