جورج يزبك
المصدر: صوت لبنان
رشيد كرامي وال “إلا” الشهيرة
يعود الفضل للرئيس رشيد كرامي في اختراع نظام الاعتكاف، أو الحرد، حيث لزم بيته مسجلاً في عهد الرئيس شارل حلو، أطول مدة اعتكاف دامت ستة أشهر، محتفظاً بتسميته كرئيس للحكومة لا يؤلف الا. وهذه ال “إلا” أفضت الى أخطر اتفاق تاريخي هو اتفاق القاهرة بين السلطة اللبنانية والفدائيين الفلسطينيين.
قبل توقيع الاتفاق، سلمّت الدولة اللبنانية بالتنازل عن بعض السيادة السياسية، فكان موفد الرئيس عبد الناصر وممثله الشخصي صبري الخولي زائراً فوق العادة ومتى شاء، يدخل القصر الرئاسي ساعة يرغب. وقبل الاتفاق، انقسم الحكم وانقسمت الأحزاب وانقسم الشعب. ففي ٣١ أيار ١٩٦٩، وجه الرئيس شارل حلو رسالة الى اللبنانيين قال فيها إنه لا يقبل بسياسة الأمر الواقع التي تمارسها المنظمات الفلسطينية، فعاجله الرئيس المكلف رشيد كرامي ببيان مضاد جاء فيه أن الحكم في لبنان مشاركة بين عناصر السلطة التنفيذية، وبصورة خاصة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وينبغي المحافظة عليها حرصاً على سلامة النظام والوحدة الوطنية. كما أعلن كرامي أن أعمال الجيش اللبناني في صدّ المقاومة الفلسطينية تختلف مع رأيه ومعتقده، فأيد هذا الموقف مؤتمر اسلامي عقد في دار الفتوى.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها