سمير سكاف

الأثنين ٨ حزيران ٢٠٢٠ - 14:38

المصدر: صوت لبنان

10 أساليب للسلطة وأحزابها لإفشال الثورة وتحركاتها

تجهد السلطة وأحزابها في تشويه صورة الثورة السلمية بهدف قمعها وافشالها وشق صفوفها، لأن الثورة تسعى إلى تغييرها باعتبارها منظومة الفساد التي أدت إلى انهيار الوطن! وتشهد كل عدسات التلفزيونات في تظاهرة 6/6 على افتراءات السلطة وأحزابها الطائفية والمذهبية على الثورة. وأساليبها أصبحت مكشوفة للجميع:

1 – تطلق السلطة وأحزابها قبل كل تظاهرة معلومات مغلوطة عن أهداف التظاهرة. وتطلق فبركات مضللة لجهة عدم مشاركة البعض ومقاطعة البعض الآخر. تبدأ ببث الإشاعات متهمة الثورة بالطائفية، وبتحميلها شعارات موجهة ضد البعض، وهذه الشعارات وإن كان يحملها البعض إلا أنها ليست من أهداف الثورة الأساسية التي تشهد توافقا حولها منذ انطلاق الثورة.

2 – تعمد السلطة وأحزابها إلى تخويف الناس وترهيبها لعدم المشاركة بتظاهرات الثورة. اذ تبدأ السلطة وأحزابها قبل أيام من التظاهرات الكبرى بضغط مباشر على بعض الناس بالتواصل معهم بهدف ترهيبهم (أكثر من الترغيب).

3 – تعمل السلطة وأحزابها للضغط على الاعلام بتزويده إما بمعلومات مغلوطة، وإما بطلب تسويق معلومات محددة. وقد أصبحت بعض الوسائل الإعلامية تسوق لمعلومات السلطة، كأن تنسب وتركز على تحضير المظاهرات لمعارضي السلطة من أهل السلطة أنفسهم!!! حتى أن بعض وسائل الإعلامية تستضيف خلال يوم التظاهر إما ضيوفا لا يؤيدون التظاهر بهدف التحريض ضدها، وإما ضيوفا لا علاقة لهم بحدث يهم الشعب اللبناني! ولا تعكس معظم البرامج السياسية المتلفزة آراء الثورة ورموزها.

4 – تطلق السلطة حملات توقيفات وتحقيقات قبل التظاهرات الكبرى بشكل خاص، لترهيب الثوار.

5 – تعمد السلطة واحزابها الطائفية والمذهبية إلى تشويه تظاهرات الثورة نفسها، من خلال إرسال مندسين مكشوفين يعمدون في كل تظاهرة (عند نهاية التظاهرة) إلى تحويل الانتباه عن المطالب المحقة والملحة ببعض التكسير والشغب، حيث الصورة تصبح أكثر استقطابا للاعلام، وتتوجه العناوين الإعلامية إلى الصور “الجذابة” على حساب الحقيقة المرّة من أوجاع الناس. علما ان أرض التظاهر مفتوح للجميع. والغريب أن القوى الأمنية لا تتمكن اطلاقا من توقيف مفتعلي الشغب!!!

6 – استخدام السلطة وأحزابها شعاراتها الطائفية والمذهبية للتعرض للتظاهرات. وتنطلق حركة الموتوسيكلات من الخندق بشكل أساسي، أو أيضا بصرخات “شيعة شيعة شيعة”… مع ما يرافق ذلك من شتائم باتجاه كل فئات المجتمع من طوائف ومذاهب… فقط لأن الثورة تنادي بمحاسبة جميع الفاسدين تحت شعار كلن يعني كلن، وليس لأي سبب آخر. فالتلطي خلف الطلب “الجديد” لبعض من العناصر من مكونات الثورة بتنفيذ القرار 1559 لا تنفع، لأن الغزوات ضد تظاهرات الثورة رافقتها منذ انطلاقتها. أما الموقف من سلاح حزب الله، فهو ما يزال ملك أصحابه، ولا يعني الثورة ككل. فحتى المطالبون بضم سلاح حزب الله إلى سلاح الجيش، لم يناقشوا الامر بعد مع الآخرين. ولا يعتبره آخرون أولوية!

7 – محاولة السلطة وأحزابها اعتبار الثورة موجهة من السفارات ومن جهات خارجية (مضحك مبكي اعتبارها صهيونية ايضا). وذلك، للتعمية عن إذلال السلطة وأحزابها للناس، وللتعمية عن تجويعهم وخنقهم.

8 – اتهام السلطة وأحزابها لخصومهم من داخل السلطة بركوب أمواج السلطة، وان كان صحيحا في بعض الاحيان، إلا أنه غير قادر على اختزال العلم اللبناني الذي منع كل الاعلام الحزبية في الساحات.

9 – مخدر الكورونا!!! ان التلطي خلف الكورونا أصبح بمثابة حق يراد به باطل. فخطر الكورونا حقيقي. ولكن السلطة تأخذ الكورونا حجة لمنع التظاهر، ولتفريغ الساحات ولفك الخيم.

10 – استعمال السلطة وأحزابها الجيش والقوى الأمنية لمعاداة أهلهم من الناس. فالسلطة تصدر أوامرها للجيش والقوى الأمنية بحراسة السلطة على حساب حماية الناس. والعسكر يحمي الناس في معظم الاحيان، ويستعمل العنف المفرط أحيانا. ولكن الواقع في النهاية أن “معاش” العسكري، مثل غيره من المعاشات انهار وسينهار أكثر بكثير مع ارتفاع سعر الدولار، الذي لن تتمكن السلطة من لجمه، والغلاء الجنوني للأسعار الكفيل وحده بإسقاط السلطة برمتها.

هذا غيض من فيض والاساليب كثيرة! ولكن، ولأن أحزاب السلطة الطائفية والمذهبية فتنة مستمرة، وهي تعاني من جهل وتعصب وغياب ثقافة المواطنة ومن فائض تفلت السلاح الفردي، فهي تجتهد في بث خطاباتها الفتنوية ان بالتعرض للتظاهرات عامة، ولتظاهرة 6/6 مؤخرا، من جانب الخندق، وان بالمواجهات في الشياح وعين الرمانة والمزرعة وبربور… والتي ترفضها الثورة جملة وتفصيلا!

ستحجز الثورة عاجلا أم آجلا “بلاطة” على نهر الكلب لجلاء أحزاب السلطة الطائفية والمذهبية عن الحكم في لبنان، معلنة قيام لبنان “مدني” محرر من الطائفية والمذهبية والقهر والعبودية!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها