سمير سكاف

السبت ٢٦ شباط ٢٠٢٢ - 12:46

المصدر: صوت لبنان

29، 229 ، أكثر من 229 مليار! خيانة عظمى وجريمة القرن وأكبر عملية سرقة في التاريخ!

بليغة هي الأرقام في وصف ما يجري في لبنان، حيث تضاعف سعر الدولار 22 ضعفاً، قبل أن يعود الى الانخفاض بنفس اصطناعي بقيمة 200 الى 250 مليون دولار إضافية من أموال المودعين. انخفاض لن يطول كثيراً ليعود بعدها الى التحليق مجدداً! فلا أسلحة الناتو ولا نوردستريم 2 ولا الأزمة الروسية الأوكرانية قادرة أن تكبح جماح الانهيار اللبناني!

إن كثرة حالات الطوارىء في لبنان تكمل المشهد الكارثي للتيتانيك الذي يغرق بثقوب كثيرة في بحر من الكوارث الاجتماعية والأعاصير والعواصف المالية والاقتصادية. فلم يعد بالامكان الحديث عن أولوية واحدة وعن أكبر الكوارث! فهي أصبحت كثيرة جداً ومتعددة الرؤوس. من خط الخيانة 29 في الترسيم البحري الذي يٌباع الوطن فيه لصالح شخص واحد ولمصالح منظومة فاسدة، الى تفجير الموت الذي أدى الى سقوط 229 ضحية وشهيداً في بيروت والمرفأ، والى أكثر من 229 مليار دولار، لا بل حوالى 329 مليار دولار (رقم مجازي) كقيمة تقديرية لمجموع سرقات المسؤولين في الدولة من ثروات الوطن، بينها 86% من مجموع ودائع اللبنانيين في المصارف!

لا يمل اللبنانيون في حياتهم الكارثية! فهذه الطبقة السياسية فائقة الموهبة في ابتكار المفاجآت الدامية والمحزنة. وهذه المفاجآت “منتظرة” في المستقبل القريب. فهل يُضاف إليها بعض الأخطاء “الصغيرة” كتأجيل الانتخابات النيابية والتمديد للمجلس النيابي؟ وهل ينجح القطاع التربوي في اجتياز “الكوما” على قيد الحياة؟ وهل يمكن للإدارة التي تعمل بأقل من 5% من طاقاتها تقديرياً، ومن دون أبسط الأمور اللوجستية كإنارة المكاتب وأوراق للكتابة عليها أن تلبي أبسط حاجيات المواطنين؟ لكل هذه الأسئلة وأخواتها، الجواب هو: لا! ففي بلد كل شيء فيه مغشوش كالبنزين وعدادات محطات الوقود وحيث العتمة تسود معظم أيام النهار. وهي طالت الكهرباء البديلة مع موتورات الأحياء. وأصبح هناك حاجة الى 4 – 5 وسائل من وسائل الكهرباء البديلة كالسخان الشمسي والانارة على الطاقة الشمسية والبطاريات الكبرى وال UPS واللمبات التي يُعاد تشريجها… أمور كثيرة يعمل اللبنانيون على التكيف معها وسط غابة من اللصوص والفاسدين وفي ظل تخلٍ كامل للمجتمع الدولي عن الشعب اللبناني، هذا المجتمع الدولي الذي ودّع أزمات المنطقة باتجاه أوكرانيا، ولن يعود إليها قريباً. الشعب اللبناني الذي يحمل، بالإضافة الى كل ما تقدم، شعبين شقيقين وملايين النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين. والشعب اللبناني يغرق، يغرق، يغرق! وقد حان الوقت لموجة ثورية جديدة “تهز البدن” في ظل عجزها عن هز الضمائر!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها