بيار ساروفيم

الخميس ١ تموز ٢٠٢١ - 13:49

المصدر: ليبانون ديبايت

3 “أهداف” وراء الهجوم على الجميّل

يتعرّض رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل لسلسلة من الحملات السياسية والإعلامية الممنهجة على خلفية المواقف السياسية والوطنية التي يتخذها في مواجهة المنظومة الحاكمة ومكوناتها الحزبية.

وتتخذ هذه الحملات أشكالاً مختلفة من التصريحات والتسريبات الإعلامية والمقالات وهجمات الجيوش الإلكترونية عبر وسائل التواصل الإجتماعي في محاولة لتحقيق أهداف عدة أبرزها:

-الأول: تشويه حقيقة المواقف والسياسات التي يعتمدها الجميّل خصوصاً وحزب “الكتائب” اللبنانية عموماً.

-الثاني: النيل من صدقية الجميّل وتشويه صورته الشخصية أمام الرأي العام اللبناني عموماً ومحازبي “الكتائب” خصوصاً.

-الثالث: محاولة دق الأسافين بين الجميّل والمجتمع المدني ومكونات الشعب اللبناني بعدما نجحت سياساته في اختراق الحواجز الطائفية والمناطقية.

وفي رأي المراقبين فإن الجميّل شكل منذ وصوله الى رئاسة “الكتائب” إحراجاً كبيراً لأركان المنظومة السياسية والحزبية التقليدية، وباتت مواقفه تشكل تحدياً حقيقياً لمصالح هؤلاء وامتداداتهم الشعبية في ضوء تماهي هذه المواقف مع تطلعات اللبنانيين وآمالهم وتوجهاتهم، خلافا لمنطق الصفقات والتسويات التي انعكس احباطا لدى شريحة واسعة من مناصري أحزاب المنظومة وتياراتها، خصوصا بعدما انكشف خطأ الخيارات التي اتخذتها قياداتهم وبعدما أوقعت هذه الخيارات والسياسات الشعب اللبناني في المآزق السيادية والسياسية وفي هوة الانهيارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والخدماتية على أنواعها، فتحولت حياة اللبنانيين بفعل هذه السياسات الى جحيم يرفض قادة المنظومة السياسية والحزبية التقليدية الاعتراف بمسؤوليتهم عنه، وبالتالي الاعتراف بالأخطاء المتراكمة التي ارتكبوها، والتراجع عنها وتصحيحها.

ويلفت المراقبون إلى أن أركان المنظومة السياسية والحزبية التقليدية يواجهون ثبوت صحة خيارات رئيس حزب “الكتائب” النائب المستقيل سامي الجميّل بالمكابرة والتعنت ورفض الاعتراف بالواقع والفشل، وهم يحاولون الحفاظ على ما تبقى من شعبيتهم المتداعية من خلال شد العصب الطائفي والحزبي عبر حملات تستهدف الكتائب ورئيسها وسياساتها التي تترجم تطلعات اللبنانيين لا سيما تطلعات الشباب منهم.

ولعل أبرز ما يثير “عصبية” خصوم الكتائب هو عودة “الكتائب” الى الانتشار على مساحة الجغرافيا اللبنانية، وخصوصاً على مستوى التنوع الطائفي والمذهبي في وقت يمعن الآخرون في عزل أنفسهم، وفي خوض حروب الإلغاء سياسيا واعلاميا وانتخابيا في طوائفهم تحت مسميات الثنائيات والأحاديات ولأهداف سلطوية بعيدة عن متطلبات المصلحة السيادية والاستقلالية للكيان اللبناني وبالتالي بعيدا عن خيارات الشعب اللبناني وأحلام شبابه وتطلعاتهم المستقبلية.

ويختم المراقبون بأن تحرر الجميّل و”الكتائب” من عقد السلطة وحروب المناصب والمعارك الرئاسية أكسبهما صدقية استثنائية وسلط الأضواء على وصولية الخصوم وأنانياتهم، وسمح بالتفاف حزبي وشعبي حول الجميل وخيارات “الكتائب” تفتح أمامهما أبواب المستقبل، في وقت تشهد قواعد الأحزاب والتيارات السياسية المنافسة انهيارات وتداعيات خطيرة تقودها نحو الضمور والتراجع بفعل تكرار الخيارات الاستراتيجية الخاطئة والإصرار على المضي في سياسات المناورة والتذاكي ورفض القيام بأية مراجعات للسياسات والاستراتيجيات التي أوصلتهم وأوصلت اللبنانيين الى هذا الدرك من الانهيار.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها