سمير سكاف

الأثنين ٢٩ كانون الثاني ٢٠٢٤ - 08:50

المصدر: صوت لبنان

30 يوماً في هدنة غزة الثانية بعد محادثات باريس!

 

تدعو محادثات باريس للتفاؤل بخصوص هدنة ثانية في غزة! فالأجواء “الفرنسية” بين مدير الاستخبارات الأميركية المركزية وليام بيرنز وبين مندوبين من قطر ومصر واسرائيل كانت إيجابية وإن لم تؤدِ الى نتائج فورية! والأهم أنها تأتي نتيجة مبادرة من الرئيس الأميركي جو بايدن، بحسب مصادر أميركية.

فاللقاء في الشكل بين مسؤولين في أجهزة المخابرات أكثر فعالية من لقاء سياسي وديبلوماسي، وحتى عسكري تقليدي! والعوائق الأساسية هي كالعادة حول عدد الأسرى وحول هوياتهم وحول شروط الهدنة، بعد اتفاق على مدتها، والتي ستكون على الأرجح لثلاثين يوماً! مع ما يترافق ذلك من حجم مساعدات لوجستية وآلية دخولها الى غزة!

ولكن، وحتى في حال الاتفاق على هدنة وعلى عدد الأسرى المنوي تحريرهم، لن يكون التحرير شاملاً. فحماس مرة جديدة لا يمكنها أن تتخلى عن كل أوراقها. وبخاصة الأسرى من الضباط والعسكريين، باستثناء المرضى والجرحى منهم. علماً أن المعلومات تقول إن 28 من أصل 132 أسيراً إسرائيلياً لدى حماس قد قتلوا بسبب القصف الاسرائيلي على غزة. وذلك، في مقابل عدم تحرير اسرائيل لقياديين فلسطينيين من حماس. وعليه، فإن حماس تحتاج الى الأسرى لتأمين عنصر إضافي من عناصر صمودها، وذلك لأطول فترة ممكنة. لعله بذلك تتعب اسرائيل بسبب عامل الوقت وبسبب الصمود الميداني لحماس وبسبب تفاعل غضب الرأي العام الاسرائيلي وانقسام الشارع ضد حكومته! في حين أن الحكومة الاسرائيلية ترتكز على أن الحرب “وجودية” وأنه عليها إنهاء كافة المخاطر، بما في ذلك لاحقاً الخطر الآتي من الشمال، من ح ز ب ا ل ل ه.

ما يعني أن الهدنة، والتي تحتاجها حماس لإراحة مقاتليها وإعادة تنظيم صفوفها ولوجستيتها، وتحتاجها إسرائيل لاستعادة قسم كبير من أسراها، هذه الهدنة تحتاج الى مزيد من المحادثات، ولكنها تبدو أنها باتت قريبة!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها