جورج يزبك

الثلاثاء ١٨ آب ٢٠٢٠ - 07:56

المصدر: صوت لبنان

Ça dépend

اليوم حكم المحكمة الخاصة بلبنان. اليوم يعود لبنان خمس عشرة سنة الى الوراء ليسمع حكماً تلفظه محكمة أجنبية ولو دولية، بجريمة حصلت في لبنان المحتل وقتذاك، واستهدفت رئيس حكومة لبنان، ونائباً في مجلس نواب لبنان، ورفاقهما، وقبلهم وبعدهم عشرات الشهداء من كمال جنبلاط والشيخ حسن خالد وبشير الجميّل ورينيه معوض الى بيار الجميّل وجبران تويني وسمير قصير ومحمد شطح ورفاقهم.
أأحزن اليوم على قضائنا الذي استباحوه بالسورنة في حينه، وبالسياسة في كل حين. فمنعوه من التحقيق الحر والحكم المستقل وحولوه من قضاء ست الى قضاء جارية، الى قضاء قاصر يحتاج كدولتهم لرعاية ورضاعة وحضانة وحراسة ووصاية. أم أفرح لأنه في آخر النهار جاء من يقول للفاعل فاعلاً، وللمجرم مجرماً، وللقاتل قاتلاً، وللدولة مزرعة لا تليق بشعب حي يستحق الحياة.
حكم المحكمة اليوم ليس حكماً ضد المتوارين والمتوفين، بل حكم ضد الدولة اللبنانية، ضد الرئيس اميل لحود الذي وصف الجريمة في حينه بأنها “ضرب رذالة” ناهيك عن تحرير كتب الى الامين العام للامم المتحدة مطالباً بالغاء المحكمة الخاصة بلبنان.
اليوم حكم بحق رجل، وغداً حكم بحق مدينة وأهلها. والى فادي صوان كلمة واحدة: ابق كما أنت قاضياً عالماً، شجاعاً، زاهداً بالسياسيين وتلفوناتهم واتصالاتهم وحركاتهم وسطوتهم. لا تقبل ملفاً فارغاً. لا تقبل مسرح جريمة تعرض للعبث وتغيير المعالم. إن مدينة بحجم بيروت، ان ٢٠٠ شهيد في السماء ومفقودين على الأرض تحت الركام و٦٠٠٠ جريح ينتظرون مطرقتك، فلا تخذلهم.
ان استشهاد رفيق الحريري حرّر لبنان من الاحتلال السوري، فهل يحرر استشهاد مدينة كبيروت من جريمة العنبر ١٢ وسائر العنابر المشابهة وما أكثرها؟
ça dépend كما قال رئيس الجمهورية في معرض آخر.

 

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها