play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الأثنين ١١ نيسان ٢٠٢٢ - 08:28

المصدر: صوت لبنان

Les partis historiques balayés

المفاجأة في الانتخابات الفرنسية هي أن لا مفاجأة بحيث تتكرر انتخابات ٢٠١٧ مع وصول ايمانويل ماكرون الرئيس الثامن للجمهورية الخامسة ب ٢٧،٦ ٪؜ من أصوات المقترعين، ومارين لوبن ب ٢٣،٤٪؜، الى الدورة الثانية حيث تنهض استراتيجيتان:
استراتيجية الرئيس المنتهية ولايته ماكرون المتهم بالابتعاد عن المواطن الفرنسي بخلاف الصورة التي أظهرته متعاطفاً جداً مع المواطن في الشارع اللبناني، الذي يحاول من خلال سياسته ان يثبت حضور فرنسا الدولي وهذا ما يراهن عليه من خلال الدور المتقدم اوروبياً الذي يلعبه في حرب روسيا على اوكرانيا والاجراءات الحازمة ضد موسكو.
واستراتيجية المرشحة الرئاسية الدائمة مارين لوبن التي تمثل سياسياً اليمين المتطرف واجتماعياً استرداد القوة الشرائية للفرنسيين.
لوبن دعت كل من لم ينتخب ماكرون في الدورة الاولى ونسبتهم ٧٢٪؜ من المقترعين الى انتخابها كخيار جديد لفرنسا. لانها تعتبر ان من لم ينتخب ماكرون هو فعلياً قرر الانتخاب ضده. هذا هو vote utile التي تحاول اقناع الناخب الفرنسي به.
هذه الانتخابات افرزت ثلاثة انتصارات وانهياراً كبيراً:
الانتصار الأول لتيار ماكرون الذي رفع حضوره في المجتمع الفرنسي بثلاث نقاط قياساً الى انتخابات ٢٠١٧.
الانتصار الثاني لليمين المتطرف وقد تمكنت لوبن من تحسين حضورها بنقطتين اضافيتين.
الانتصار الثالث لفئة الممتنعين عن التصويت التي بلغت اكثر من ٢٥٪؜ ، وهي سابقة لم تحصل في فرنسا منذ عشرين عاماً.
أما الانهيار الكبير فكان من نصيب الأحزاب الفرنسية التقليدية والFront Républicain الذي ومنذ قيام الجمهورية الخامسة صار يضم تحالف الأحزاب اليمينية من جهة وتحالف أحزاب اليسار من جهة مقابلة للدفاع عن قيم الجمهورية ومنع اليمين المتطرف الذي يمثله Front National من الوصول الى الحكم. والتراجع يشمل اليمين واليسار على حد سواء، مثل الحزب الديغولي الذي تراجع عملياً بعد انتهاء رئاسة جاك شيراك، وحزب LR أو Les Republicains المنبثق مع UMP والذي أسسه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والذي لم تحصل مرشحته الرئاسية Valérie Pécresse الا على 4,79% من الاصوات، والحزب الاشتراكي الذي بلغ ذروته مع فرنسوا ميتران، والذي لم تتمكن مرشحته الرئاسية رئيسة بلدية باريس Anne Hidalgo سوى من انتزاع ١،٧٤٪؜ من المقترعين، لدرجة أن بعض الصحف الفرنسية عنونت Les partis historiques balayés.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها