محمد موسى

الجمعة ٣١ كانون الثاني ٢٠٢٥ - 14:00

المصدر: صوت لبنان

Mr. President: Are You Kidding

بالتأكيد ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب و بالرغم من القالب غير التقليدي الذي يمثله من رقص على المسرح و تقليد شخصيات و تهكم على أخرى، إلا انه فعلا” لا يمازح أحدا” في الشرق الأوسط ، واخطر تلك المزحات السمجة ما قاله عن نقل اهل غزة من منطلق انساني الى جمهورية مصر العربية و المملكة الأردنية الهاشمية وقد قابلته قيادة البلدين بالرفض الواضح حيث اكد الرئيس عبدالفتاح السيسي رفضه القاطع لهكذا مشروع و قال بالحرف “لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل أو التهاون في مسألة التهجير القسري للشعب الفلسطيني، إذ تؤمن مصر بأن هذه القضية ليست مجرد انتهاك لحقوق الإنسان، بل هي تحدٍ صارخ للعدالة الدولية، وكما أكد الرئيس السيسي، فإن هذه حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، مشيرًا إلى أن الرأي العام المصري والعربي والعالمي يدرك أن هناك ظلمًا تاريخيًا وقع على الشعب الفلسطيني على مدار سبعون عاما” “، وعليه ان موقف مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية يعكس تاريخها العريق في نصرة الحق، وهو ليس مجرد دعم سياسي، بل التزام أخلاقي وإنساني نابع من مبادئها وتاريخها الراسخ تجاه فلسطين والفلسطينيين بعيدا” عند مسألة هنا و هناك.
اما الأردن فالرد كان واضحا” حيث قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين هو أمر “ثابت لا يتغير”، وذلك ردا في على اقتراح الرئيس الأميركي، وقال “أن أولويتنا في الأردن تثبيت الفلسطينيين على أرضهم” وشدد الوزير الأردني على أن “حل القضية الفلسطينية هو حل فلسطيني، والأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين”، وعليه الأردن ليس بوارد القبول.!!!
ولكن ماذا عن إصرار الرئيس الأميركي صبيحة الجمعة بقوله اثناء حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي،حيث سُئل ترامب عما إذا كان هناك أي شيء يمكنه القيام به للضغط على الدولتين (مصر والأردن)، وأجاب ترامب قائلا: “سيفعلان ذلك.. سيفعلان ذلك تماما.. نحن نفعل الكثير من أجلهما وسيفعلان ذلك “…………….. للأسف لقد قالها بلغة الحازم ونظرته الحادة التي تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور…. ولكن مهلا” سيدي الرئيس جملة أسئلة تطرح نفسها:
هل سئلت اهل الأرض وملحها هل يقبلون؟ وهم الأكبر من فصائلهم وسلطتهم واوامرك سيدي الرئيس!!! ربما لم تعرف بعد من نوعية هذا الشعب العنيد قولا وفعلا وممارسة وحضورا” حتى الشهادة؟
هل تدرك سيدي ان هؤلاء وبعد ما يفوق الخمسة وسبعين سنة لا زالوا عند حقوقهم التاريخية التي لا غبر عليها في الأرض والوجود والبقاء؟ تتمة تمضي…….
هل تتذكر معي سيدي الرئيس ان هؤلاء صمدوا 477 يوما امام الموت المتنقل في غزة ليس بانتظار تصريحاتكم ومزحاكم وإصدار امر اقتلاعهم من ارضهم بحجج إنسانية واهية…. وللمناسبة اين كانت انسانياتكم حينما كانوا يذبحون ويموتون ويجوعون كل يوم على مدى سنة ونيف؟!!!!!!
سيدي الرئيس هل تدركون ما تأثير قراركم على مصر والاردن على المستوى السياسي والديمغرافي والاقتصادي والاجتماعي وقبل كل ذلك صورة قادة الشعوب امام ناسها؟
سيدي الرئيس هل هي بداية تطبيق صفقة القرن بالقوة حيث ايمانكم بالقدرة على فرض السلام على الطريقة الاسرائيلية بالقوة؟ ام انها خطة كوشنير الجهنمية الجديدة لبداية نكبة جديدة بالقالب الإنساني (نيو ترانسفر)، علما” ان المنطق يقول ما لم يأخذ تحت النار لن يؤخذ اليوم.
سيدي الرئيس ماذا عن لبنان هل تحضرون له قنبلة جديدة فبعد ارسال اهل غزة والضفة الى مصر والأردن يكون ارسال عرب 48 ومن هم في الخط الأخضر الى لبنان ويكتمل النقر بالزعرور وتفجرون كل المنطقة من قلب دولها كرامة لعيون إسرائيل ويهودية الدولة؟!!!
سيدي الرئيس ندرك قدرتكم على البطش والفرض وقلب الأنظمة وتهديد وجودها وفرض القيود والعقوبات، ولكن مهلا” سيدي الرئيس فاسمح لي ان أدعوكم الى قليل من التعقل وقراءة الوقائع بعيدا” عن النظرات الإسرائيلية البحتة التي ترتدونها في عيونكم، فالشرق الأوسط لا يرسم بالفرض وكبس الازرار.
سيدي الرئيس الفرصة سانحة لترسم ارثا” عبر فرض معادلة حل الدولتين تحت معادلة الأرض مقابل السلام وليس أي معادلة أخرى……….
سيدي الرئيس ارجوك أخبرنا أنك تمازحنا، لأننا لم نعد في هذا الشرق المعذب نحتمل تلكم النوع من المزاح السمج.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها