play icon pause icon

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٠ شباط ٢٠٢٤ - 08:44

المصدر: صوت لبنان

Panthéon لبنان

 

توفي Robert Badinter الفتى الشيوعي الذي انخرط بعمر الست عشرة سنة في المقاومة الفرنسية والذي أصبح وزيراً للعدل وارتبط اسمه بالغاء عقوبة الاعدام في فرنسا المكرس بالقانون الصادر في ٩ تشرين الأول ١٩٨١ ثم نصّ على الإلغاء دستور الجمهورية الخامسة بالقانون الدستوري الصادر عام ٢٠٠٧.
الأسبوع الماضي رقد Badinter اليهودي العلماني والفرنسي قبل كل شيء في مثواه الأخير الى جانب العظماء في ال Panthéon الى جانب Mirabeau ملهم الثورة الفرنسية الراقد الأول في مقبرة الخالدين عام ١٧٩١ قبل ان يُخرَج من رقاده ويطرد من مثواه لاكتشاف مراسلات سرية بينه وبين الملك لويس السادس عشر، فكان Mirabeau من الثوار نهاراً ومن مستشاري الملك ليلاً. حتى إقامة الموتى في الدول المحترمة ليست ثابتة ونهائية. لكن يكفي Badinter أنه يجاور فيكتور هوغو وبيار وماري كوري وغيرهم من الكبار.
لو بني Panthéon في لبنان لبقي فارغاً لعدم وجود عظماء وطنيين في حياتهم ليدفنوا فيه بعد وفاتهم. أما الخالدون أمثال جبران ونعيمة والريحاني وتقي الدين وغانم وسواهم فيفضلون أن يبقوا حيث هم مخافة أن يرقد بجانبهم سياسيون لا تشرّفهم جيرتهم. ولو دفن في Panthéon لبنان المفترض رياض الصلح والمغيّب الامام موس الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين وكميل شمعون وبيار الجميّل والمير مجيد وريمون ادة ورفيق الحريري وجبران تويني وسمير قصير وبيار الجميّل ومحمد شطح ولقمان سليم ورفاقهم لقاموا أمواتاً بثورة استقلال ثانية، وثورة محرومين ثانية، وثورة سيادة ثانية، لانتفضوا من تحت التراب بوجه كل من غطّى احتلالاً ودقوا النفير ضد كل من كان سفيراً أو خفيراً لدولة غريبة سواء في الشرق أو الغرب. بعض الأموات أحياء في موتهم، وبعض الأحياء موتى في حياتهم.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها