المصدر: صوت لبنان
البلد معلق…
تخريب العقول وانتهاك المفاهيم ومحاولة اقناع الناس بان ابواب الانقاذ معلقة على وحدة المعايير يضاف اليها التلاعب بالنص الدستوري الواضح لجهة دور ومسؤولية كل من شريكي التأليف ونسبة الفشل الى غموض احكام الدستور فلقد آن اوان القول بان الدستور براء مما يلصق به. فَمَن يخرجنا من هذا المأزق الذي نقعُ فيه.
لا حل الا بالتمسك بالمبادرة الفرنسية لأنها الوحيدة التي ربما تمكّن لبنان من الخروج من الإنهيار. ولكن هذه المبادرة بصيغتها المعدلة لإستنقاذها قد لا تُشكل بالنتيجة المخرج المطلوب لحل الازمة.
فالبلد معلق على استئناف المفاوضات حول النووي الايراني ومهما قيل عن التحرك المستجد والذي يجري خارج لبنان إلا أن غياب البلد عما يحاك له يزيد الخشية ان تتم التسويات على حسابه فيتكرر مشهد بيعه إلى وصاية جديدة تنقله من وصاية الفعل de facto إلى الوصاية المقوننة de jure، ولنا في الوصاية السابقة مثالاً.
التخبط الرسمي على كل المستويات والخلاف بين شريكَي التأليف وتعطيل المؤسسات وفشل الحراك في الوصول إلى تصور واضح حول التغيير اعاد البلد إلى مرتكز جديد تحوم حوله مشاريع التفرقة والتقسيم والفدرلة.
لعلَّ التكرار يفيد. ان تكن اقصر الطرق في غياب البدائل هو اعادة الاعتبار إلى الدستور واتفاق الطائف ووقف الاجتهادات القائمة على قاعدة النوايا السيئة فيصار الى تطبيق احكامه على قاعدة النوايا الحسنة. فالمبادرات التي أُطلقت بالعودة الى الدستور تشكل المخرج الوحيد لجميع القوى السياسية هذا اذا حسنت النوايا. وقد اشار اكثر من مرجع دستوري الى خريطة الطريق لتشكيل الحكومة بان يجري رئيس الحكومة المكلف المشاورات مع القوى النيابية كما نصت عليه المادة 64 البند 2 من الدستور على ان يصدر المرسوم بالاتفاق مع رئيس الجمهورية.
ولأن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة غير المسؤول فانه ملزم بالاتفاق لتخريج الحكومة لا ان يكون فريقاً يفاوض على حصص تخصه او تخص فريقه السياسي.
رئاسة الدولة هي فوق الصلاحيات ومن هذا الموقع يجب ان ينصب اهتمامها على سير عمل المؤسسات الدستورية لما فيه تحقيق المصلحة العامة.
وفي العهد المسيحي القوي تأتي دعوة البطريرك الماروني إلى طرح قضية لبنان امام مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة لتقول إلى الطبقة الحاكمة لقد فشلتم في انقاذ بلدكم وتخليص اللبنانيين من معاناتهم لانكم قاصرون وفاشلون وفاسدون فتنحوا جانبا لأن لبنان غير متروك من المجتمع الدولي.
العودة إلى الدستور أحسن ما يقدم إلى الرئيس رفيق الحريري في ذكرى استشهاده وهو الذي عمل على إنجاز اتفاق الطائف واحسن تعزية للبنان بخسارة جان عبيد الخسارة الوطنية لآخر المثقفين ورجال الدولة وعمالقة السياسة غابَ في وقت عز فيه الرجال.
اليوم بَدْء الصوم الكبير علَّه يفتح الأذهان ويقلل الآثام من قِبَل الحكام .
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها