play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٣ آب ٢٠٢٢ - 09:26

المصدر: صوت لبنان

بلد النائمين

استعادت الحياة في العالم بعض حقوقها، لكن ليس في لبنان. الفرنسيون مثلاً بعد سنوات الاقفال بسبب الجائحة، يستمتعون هذا الصيف بإجازاتهم في السفر، لكن في الأغلب ليس خارج البلاد بل داخلها وعلى مسافات أقرب ولمدة أقل بسبب التضخم والغلاء. فالغلاء في العالم لم يلغ السفر لكن بحذر. في لبنان صارت الأساسيات كماليات وألغيت من أجندات اللبنانيين: السفر صار من فئة البورجوازيات، العمل صار جار السخرة، الحمْل يحسب له ألف حساب، السيارات، المحروقات، الدواء، الخبز، الطبيب، المستشفى، المدرسة، كلها من أقارب الكماليات. وما ينجو من السعر الفاحش، سيتكفل به الدولار الجمركي قريباً الذي يتقاذفه مجلس النواب ومجلس الوزراء. الاثنان يريدانه ولا أحد يجرؤ. لكن سيفعلانها لأن ما فعله جوني القرم كان اختباراً ناجحاً ألغى كل مفاعيل الستة سنتات التي أطاحت بزميله محمد شقير في ما عرف بثورة ١٧ تشرين. خطورة نتائج ١٧ تشرين أن اللبناني بلغ قناعة راسخة بأن التفتيش عن بلد آخر أسهل وأضمن من إصلاح بلد مشموس ومنحوس. هذا لم يعد بلد ١٧ تشرين، بلد المنتفضين، بلد الناقمين، بلد الثائرين، صار بلد الموجوعين والجائعين والمسافرين والمهاجرين والراحلين. صار بلد البائسين واليائسين والنائمين.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها