جورج يزبك

الثلاثاء ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 08:48

المصدر: صوت لبنان

فصل من رسالة مار ماكرون

ما فعلته قوى السلطة مع الموفد الفرنسي هو شطارة في التفسير لا في التعبير أًو التغيير. حاولت حل مشكلتها لا مشكلة الحكومة أو مشكلة الوطن. ما كانت تطمح اليه هو الصعود الى حافلة الدولة وإنزال الركاب الآخرين المزعجين، وقد استقالوا. وما تقبل به مجبرة بعد المبادرة الفرنسية هو تقاسم المقاعد مع المعارضة، وعندما نقول معارضة نعني المعارضة السياسية الممثلة بالنواب الثمانية المستقيلين وأيضاً ثورة ١٧ تشرين بكل تلاوينها. لكن هذه المعارضة تعارض أية تسوية تنهض بالمحاصصة، فهي استقالت من الباب لا لتعود من الشباك. والثورة استقلت بالشارع العريض في كل لبنان لا لتحجز في حجرة حكومية معدومة.
المشكلة في تكوين البلد القائم على مبادىء المناطقية والزعاماتية والطائفية. ولذلك يجب أن تقبل الثورة والمعارضة بالممكن وأن تتنازل قوى السلطة عن المستحيل. المستحيل هو حكم البلد من قبل حزب واحد. لبنان ليس سوريا الإسد ولا ايران خامنئي. والممكن هو الشراكة لأن الانتخابات المقبلة لن تلغي الموالاة التي تعتاش من كيس الدولة وخزائنها، توظيفات سياسية وخدمات شخصية ومناطقية. هنا يكون صرف النفوذ وترويض النفوس. وأحزاب السلطة تستقوي ليس فقط بالسلاح بل بواقع انه من المستحيل ليس فقط حكم لبنان ضدها، بل حكمه من دونها، سواء جاء رئيس فرنسا أو وزير خارجية الولايات المتحدة. والى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، سيبقى اللبنانيون تحت رحمة منظومة لا رحمة عندها.
جربنا حكومات التلزيق التي أسميت حكومات الوحدة الوطنية، فلنجرّب لمرة حكومة الأكفياء. والآن بزيادة كاف الى مار مارون، فلنسمع بإصغاء الى فصل من رسالة مار ماكرون الى اللبنانيين.
وبارك يا سيّد، فاحذروا من هو السيّد؟

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها